وضعت قلمي على ورقي، وتركت أناملي تداعب يراعي بحثًا عن كلمة تدون أو جملة تُسطر، لكني وجدت نفسي تائهًا أمام وجوه أنارت قاعة الذكرى الخالدة؛ لتذكرنا بأيام عاشتها تحت حرارة الشمس وصعوبة الحياة.
صبرت وكافحت، وتحدت الصعاب لتخرج لنا من نراهم الْيَوْمَ رجالًا يملكون من العلم والمعرفة الكثير.
ورغم ما واجههه الآباء والأجداد من صعوبات فلم يقف منهم من يدعو لدعمهم أو تكريمهم أو حتى شكرهم، فقد عاشوا على أنهم قواعد لابد أن تكون صلبة وقوية ليعلوا الأبناء.
وبعيدًا عن ضجيج قادم من هنا وآخر من هناك، خرج ابن مكة المكرمة الغيور الأستاذ عصام عبد الهادي البركاتي؛ ليقول كلمته التي اعتدنا على سماعها، أنتم من صنع المجد وتحدى الصعاب ولكم في القلوب مكانة خاصة، فكان حفل التكريم والمعايدة الذي نظمه مركز حي الزهراء ملتقى لقلوب هؤلاء الآباء والأجداد فنالوا فيه جزءًا من واجبهم علينا.
وبين هذا وذاك فإن ما طرحه أخينا عصام البركاتي من عمل تطوعي، جمع بين الواجب الديني في احترام الكبير واللفتة الإنسانية في العلاقات الاجتماعية، فإني أرى أن ماقدمه ويقدمه الأستاذ عصام من أعمال تطوعية تلامس الجوانب الإنسانية، تجعلنا نسأل عن رجال الأعمال، ودعمهم الغائب عن مثل هذه الأعمال فبالأمس، وبعد أداء صلاة عيد الفطر المبارك ترك أسرته وجاء لنادي الوحدة ليقدم عملًا تطوعيًا يدخل البهجة والسرور على الفقير قبل الغني والصغير قبل الكبير، ومن قبل رأينا وقفاته مع الفرق الرياضية المنافسة للوحدة، فأخرج لهم الهدايا، وقدمها باسم النادي وأبناء مكة المكرمة، ليزرع رسالة في قلوب الناشئة مفادها أن الرياضة أخلاق وفروسية، والفوز وإن كان جميلًا، فإن الخسارة لا تعني الفرقة أو الإساءة للآخرين.
فشكرًا للمكي الغيور عصام البركاتي على ما قدمه ويقدمه من أعمال وخدمات نفخر بها.
وأملي أن تقتدي بأعماله الجمعيات والمؤسسات، وتعمل على تبني لجان المسؤولية الاجتماعية.
وشكرًا لكل من ساهم في تكريم آبائنا وأجدادنا عبر برنامج “أهل الوقار”، لأنهم فعلًا أهل وقار يستحقون كل تقدير واحترام.