المقالات

الأطاولة روح التاريخ

اسمٌ شامخٌ يطال السماء
ومسمى عريقٌ بلغ العنان
حصنٌ منيعٌ .. وحضنٌ وسيع
فيها العزة .. وشموخ الأجداد والآباء
فيها وحدة الصّف والمنعةُ والإباء
منذ الطفولة، وهي لنا بمثابة نبع حنان
مرتعٌ للقاصي والداني .. ولا ترفض الغرباء
حانيةٌ كحنان أمٍ أرملة
صدرها منبسطٌ يدنو إليها من كان سقيم
الكلُ فيها أخي .. والجميع كأنهم أبي ..
لأنهم يتمنون سعادتي ..ويرسمون مخطط ابتسامتي
مترابطون ليس بيننا شقيّ .. وبأسنا على غيرنا قويّ
نهلت منها خشونة الرجال .. وعطف الكبار
تربيت فيها على احترام الشيخ الوقور ..
وأن أتحلى بالشجاعة، وأن أكون دائمًا صبورًا
لسانُ حالي يمثلُ كل من ترعرع بين وديانها والجبال .. ولست أنا فقط من هو على هذا الحال.
بلدتي: حاضرة البلاد .. ومركز الازدهار،
وبات يتسمى بها ذلك القاصي والداني بكل افتخار
بلدتي: سيدة البلاد علمًا وتجارة ..وتقدمًا وحضارة
بلدتي: كانت للجميع كالأم المُرضعة ..
تُطعم صغيرها وتخاف أن توقظهُ من مضجعه
بلدتي: أضحت مدينةً مترامية الأطراف ..
……………………
بلدتي: ومدينتي العريقة أهلك كلهم كرام بررة ..
لا يختلفون إلا لمصلحتك .. وكلهم كأغصان الشجرة
تُسقى من جذعٍ واحد .. وطعمُ الثمر فيها واحد
إن هبّت عليهم ريحٌ عاصف .. لملموا الشتات
بُنيانهم مرصوص ومتكاتف .. لا يلتفتون للآفات

بلدتي: الأطاولة
تعيش هذه الأيام رحلة استعادة ماضٍ تليد
سطرهُ أجدادنا بمدادٍ من ذهب٬ هاهو مهرجان الأطاولة التراثي الرابع يزُف عروسه للحاضر ويُنعش ذاكرة الجيل الذي لم يعش تلك الحقبة الزمنية ويعود بالذاكرة لأكثر من خمسين عامًا، خلت دمعت فيه أعين الكبار عندما تذكروا تلك الحقبة والمعاناة التي عاشوها.
يحق لنا أن نفخر بالأطاولة .. كما يحق لها أن تبقى شامخة بحصونها وقلاعها.

@abu_3bdur7man

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button