هذا السؤال موجهًا إليكِ أختي الكريمة، لأن تلك المبادرة الجميلة التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يحفظه الله، لا تقتصر على الرجال فقط، بل تشمل جميع شرائح المجتمع الذي أنتِ جزء أساسي منه، وحينما منّ الله علينا بحكومة راشدة وقيادة واعية منحتكن مزيدًا من الحقوق فإن ذلك يترتب عليه مزيدًا من الواجبات يأتي في مقدمتها شكر الله عز وجل على ما تتمتعن به في هذه الدولة الفتية من أمن واستقرار وصحة في الأبدان.
ثم إنه من المَنْطِق الاستفادة من تلك الحقوق بالقدَر الكافي دون إفراطٍ أو تفريط فهي لم تمنح إلا لوجود حاجة مُلِحّة قبل أن تكون مدعاه للرفاهية والكماليات.
فقيادة السيارة مثلاً حقًا مُكتسب لغرض درء كثير من المفاسد عنكِ بالدرجة الأولى ولتوفير كثيرًا من الوقت والجهد والمال، ولكن يجب في الوقت نفسه أن تلتزمي بتعليمات الإدارة العامة للمرور وتتمسكي بالآداب العامة وتحافظين على الذوق العام وتبتعدين عن كل مامن شأنه الإثارة أو إثارة الرأي العام ضدك، وبالتالي ضد بنات جلدتك اللاتي هن في أمس الحاجة لقضاء حوائجهن.
أيضًا دخول دور السينما والترفيه والملاعب الرياضية: أصبح المجال أمامك مفتوحًا أكثر من ذي قبل، تستطيعين أن تعملين في هذه الأماكن، كما تستطيعين أن تستمتعين بما يقام فيها من فعاليات، ولكن عليك أن تكوني قدوة صالحة لبنات وطنك بالتزامك بالحياء الذي هو شعبة من الإيمان، والبعد كل البعد عن مايخدش حيائك أو يسيء إلى بنات جنسك وسمعة وطنك.
كذلك نطاق المال والأعمال: يسرت لك الدولة كل سبل العيش الكريم، وأصبح بمقدورك أن تبتاعين وتشترين دون قيد أو شرط سوى ما أوجبه عليك ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة ولكن عليك أن تكوني قدوة صالحة لكل فتاة مسلمة في البيع والشراء، وأن تتحلي بالأمانة والصدق والإخلاص في القول والعمل، وتذكري أن أسلافنا الأوائل نشروا الإسلام في شتى بقاع الأرض لما يتحلون به من مزايا وأخلاق فرضت على الآخرين احترامهم والسير على خطاهم فدخلوا في دين الله أفواجًا.
أخيرًا: أنت يا أختي الكريمة قد تسافرين خارج بلدك العظيم للسياحة أو لطلب العلم أو للتجارة؛ فكوني سفيرةََ صالحة وقدوة حسنة لكل سعودية مسلمة تحب وطنها وتستحق العيش فيه.
