عبدالرحمن الأحمدي

دَوام يِعني دوامْ

انتصف الأسبوع الثاني ولم أجد تفسير مقنع حتى الآن ؛ لمعرفة مبررات وزارة التعليم لعودة الإداريين من شاغلي الوظائف التعليمية، ومن الموظفين المساعدين للمدارس سوى ماخط به اسم المقال فقط . وإلا في الحقيقة لا تستطيع أن تجد مبرر للقرار من الناحية العملية وحتى المنطقية. وفي الآخر حتى تقنع نفسك ومن حولك،وتلتف على فكرك، وترتاح من إجهاد تفسيرات القرار الغريب أنت في نهاية المطاف بطبيعة الحال موظف تنفذ التعليمات الارتجالية الصادرة ليس إلا. ومظاهر تخبطات هذا القرار كثيرة وقد تناولها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي ومنها : عدم توفر ميزانية تشغيلية لقيادة المدرسة، وعدم بدء شركات النظافة والصيانة في أعمالها، وتوقف برنامج نور المركزي من قبول ونقل الطلاب من مدرسة إلى مدرسة أخرى. وهذا غيض من فيض .

ولا نعلم عن مدى إدراك المسؤولين من عدمه عن رؤية المملكة 2030 بمحاورها الشاملة.. ومنها تقليل أوجه الصرف ، ومنع الهدر المالي. فبوجود مئات المدارس الحكومية وما يلزم من استخدام للطاقة الكهربائية في بعض مرافق المبنى فضلا عن الماء .. وخاصة وأن الأجواء تشهد هذه الأيام ارتفاع في درجات الحرارة . عموما يبدو أنه قرار اتخذ على عجالة، وبلا معرفة واسعة بخلفياته. وهو أقرب إلى الاستكبار، وسبق الإصرار لأمر قد يعرف مغزاه في المستقبل القريب .. !! وقرار مثل هذا يوجد الكثير من الإحباط في نفوس الهيئة الإدارية. فليس من المقبول أن يكون الدوام من أجل الدوام فقط. وأيضا ليس من اللائق أن يبدأ الإداريون دوامهم للعام الدراسي الجديد بلا أي عمل يذكر. فهي حقيقة طاقات أهدرت بدون أي فائدة مرجوة، وبدون أي أهداف تتحقق .

إن على وزارة التعليم التأكد من ملائمة القرارات المكتبية مع الواقع الميداني . ومن الأفضل إن أرادت الإصلاح فعلا استشارة من هم أقرب للعمل الميداني من حيث وجاهة القرارات. فالمشرفون ومكاتب التعليم عموما أعرف بمدى التأثير الإيجابي في عودة الإداريين من عدمه، وحتى لا تسبب العودة بشعور سلبي تجاه الإدارة العليا . وها هي لجنة التعليم بمجلس الشورى وحسب مصادر إعلامية تدعو وزارة التعليم في توصية لها إلى إعداد برنامج وطني؛لرفع معنويات المعلمين والمعلمات وتعزيز انتمائهم لرسالة التعليم. ولم يكن رفع التوصية من قبل اللجنة يأتي من فراغ وإنما هو وبكل تأكيد بعد ظهور اعتراضات متكررة من الكادر التعليمي في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. فهل تشعر وزارة التعليم بمعاناة منسوبيها كماشعرت به لجنة التعليم بمجلس الشورى ؟

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button