فاتن حسين

هاكثون الحج بصمة نجاح جديدة للدولة

إن إنشاء cybersecurity comittee هيئة الأمن السيبراني في نوفمبر من العام 2017م بقرار ملكي وارتباطها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – له قرار حكيم تتطلبه المرحلة، والذي تتعرض فيها الدول للهجمات والجرائم المعلوماتية خاصة تلك التي تتعلق بالاقتصاد الوطني، فالهجمات الإلكترونية أصبحت واحدة من الحروب غير المعلنة .. وتأهيل شبابنا في الجامعات، والتأكيد على أن الابتعاث يقوم على تخصصات معينة ومنها: الذكاء الصناعي والأمن السيبراني لهو إدراك لأهمية هذه المجالات في المرحلة المقبلة لمجابهة تلك الحروب الشرسة، والمحافظة على أمن وسلامة الدولة والمعلومات والوثائق السرية من الاختراق والابتزاز عن طريق حماية الحواسيب والشبكات… وهو إجراء أصبحت تقوم به معظم الدول المتقدمة.

كما أن رؤية 2030 والتي ظن البعض أنها مجرد أحلام وخيالات نراها اليوم بدأت تؤتي أكلها وثمارها الشهية على أرض الواقع وتحقيق لأهداف عليا ولعل Hajj Hackthone هاكثون الحج الذي استضافته مدينة جدة بتاريخ الثلاثاء 18/11/1439هـ، ونظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدراونز cybersecurity , programming ahd drouns يدخل ضمن الجهود الفائقة والمتواصلة للحكومة السعودية في الاهتمام بالحج، وجعله من أول أولوياتها لتحقيق أهداف الرؤية والانتقال بأعداد الحجاج والذي يتوقع فيه الزيادة إلى ( 5ملايين ) حاج ..مما يتطلب الجهود المكثفة في هذا الصدد.. فخدمة حجاج بيت الله الحرام لهو الشرف الذي تتشرف به هذه البلاد حكومة وشعبًا والذي تثبت كل يوم أن ما توفره من استعدادات وإمكانات لهو الرد القاسي على الذين يشككون في قدراتها ويطالبون بتدويل الحج. وها هو الهاكثون يحدث وبمشاركة الآلاف من المطورين من أبناء الوطن وغيرهم من 100 دولة في العالم لتحفيز الابتكار والابداع وبما يصب في مصلحة ضيوف الرحمن..

ولعل ما يثلج الصدر أن تكون الجائزة الأولى من نصيب فريق نسائي سعودي وهو فريق ( ترجمان ) عن التطبيق الذي يترجم الإرشادات في مكة والمشاعر دون الحاجة إلى الإنترنت، وهو فريق من كلية تقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز وقد كانت القائدة رغدا محمد القاضي ابنة العلا وفريقها أنموذجًا رائدًا للمرأة السعودية في حشمتها وتسترها مما يثبت للعالم كله أن الحجاب أو النقاب لم ولن يكون عائقًا للمرأة في الوصول إلى أعلى مراتب العلم و المعرفة والحصول على الإنجاز والجوائز.. نعم هذه هي المرأة السعودية التي نفخر بها وبما تقدمه للوطن.
ولعل فريق التحكيم والذي كان من شخصيات دولية متنوعة كان منصفًا ومحايدًا حيث أعطيت الجائزة الثانية للفريق المصري عن تطبيق ( محفظة الحاج )، والجائزة الثالثة للفريق الجزائري عن تطبيق ( رؤى ) وجميعها برامج وتطبيقات تخدم حجاج بيت الله الحرام.

ومما يزيدنا فرحًا وفخرًا أن الأعداد المشاركة والتي وصلت إلى 2950 مشاركًا أعلن عن دخول المملكة العربية السعودية لموسوعة جينيس في مطلع أغسطس 2018م للأرقام القياسية العالمية كأكبر تجمع علمي على مستوى العالم .. وهو ما يدلل على مدى حرص القيادة السعودية وخاصة ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان في أن تكون السعودية هي بوابة التقنية، وهذه هي الاحلام التي تصل إلى عنان السماء، وتترجم إلى وقائع إانجازات بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم بجهود وإخلاص أبناء الوطن ومنهم رئيس مجلس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز الأستاذ / سعود بن عبدالله القحطاني الذي تسلم شهاد جينيس العالمية، والذي كان مشرفًا ومنظمًا للفعالية بروح وثاةه وهمة عالية انعكست آثارها على شباب الوطن، فتكريس مليوني ريال للفائزين لهو تشجيع للابتكار والإبداع وبما يحقق المصالح العليا للدولة.

إن هاكثون الحج، والذي خصص لكافة القطاعات المحيطة بالحج وخدماته وتحدياته بما في ذلك (الأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود والتحكم في حركة المرور، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات والمخلفات، والاسكان وحلول التواصل ) يفتح المجال لجميع العاملين في الحج ولطلاب وطالبات الجامعات السعودية وغيرها.. والمبتعثين والمبتعثات وفي كافة التخصصات العلمية الحيوية والكيميائية والفيزيائية، والمجالات المحاسبية والمالية، والأمنية، والبيئة، والاتصالات .. لإجراء البحوث والدراسات والاستفادة من تقنيات العصر في تذليل كافة الصعوبات التي تواجه حجاج بيت الله الحرام، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..

حقيقة كل كلمات الشكر لا تفي قيادتنا الرشيدة لكل ما توليه من اهتمام بالحج؛ لتكون فعلاً الدولة الراعية للمقدسات الاسلامية والقائدة للعالم الإسلامي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما شاء الله مقالا رائعا لابراز دور الحكومة السعودية و ما وصلت اليه و دور المرأة السعودية و فوزها في هاكثون الحج هذل فخرا و عزة لها لتمثلها بنات بلدها .
    و شكرا لك أختي فاتن حسين
    و سلمت و بوركت يمناك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى