يشذ بعض أبناء الوطن عن قرنائهم، ويتنكرون لوطنهم، ويطالبون بالسماح لهم بممارسة أخلاقيات منافيه للعقيدة، ومخالفة للقيم، ويرتفع سقف مطالبهم ثم تتوالى انتقاداتهم للحكومة وللشعب وللعلماء وللرموز ولكل من يتصدى لهم.
بعد ذلك تأتي وسائل الإعلام المعاديةلتتلقف الخبر، وتزيد عليه وتُجَيرُه لصالحها ولمصالحها وتستغله للانتقاص مما يتمتع به المجتمع السعودي من عدل واعتدال، وعيش رغيد، وحياة هانئة، تنفيذًا لرغبات بعض المغرضين الحاقدين الذين هللوا كمدًا واستبشروا غيظًا لا لشيء سوى شعورهم بالنقص، وحبهم للفتن، واشتعال داء الحقد والحسد، وطفح ما تغلغل بدواخلهم من أحقاد بغيضة وترسبات دفينة.
يأتي في مقدمة هؤلاء الرعاع الذين يستبشرون فرحًا لمصائب جيرانهم تنظيم الحمدين، وملالي طهران، وأنصار حزب الله، وجماعة الإخوان، وغيرهم من المنظمات الإرهابية القذرة الذين لا هَمّ لهم سوى نشر الفوضى وتأليب الشعوب.
متناسين في ذات الوقت أن دولةً دستورها القرآن الكريم الراعي لحقوق الإنسان منذ مايزيد عن ألف وأربعمائة عام من المستحيل أن يُفَرّط في حقوق مواطنيه أو يترك فرصة للشرق أو الغرب ليقوموا بهذا الدور نيابة عنه ! !
ولذلك فمن الغرابة أن نرى كندا أو غيرها من الدول الاشتراكية أو الإباحية تطالب بما لا يحق لها المطالبة به !! متجاهلة كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تحفظ الحقوق وتُوطّد السيادة.
وغاب عن وعيها أن حكومتنا الرشيدة ولله الحمد منذ عهد المؤسس يرحمه الله وحتى الآن حكومة راشدة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وولاة أمرنا يحفظهم الله حليمين عطوفين لايُؤاخِذُون على الزلات والسقطات إلا بعد التثبت الدقيق منها والتحري الأكيد عنها.
وغاب عن وعيهم أيضًا أنها حكومة حازمة عازمة لا تقبل المساس بسيادتها، ولا تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء، ولا ترضى بأنصاف الحلول، وليس في قاموسها الخضوع لغير الله كائنًا من كان.
ومهما حاولت الدول المعادية والمنظمات المناوئة أن تفتعل أزمات، وتدير مؤامرات فلن تحرك ساكنًا في حكومةٍ تحترم شعبها، وشعبٍ يُحِب قيادته، ووطَنٍ يحتضن الحرمين الشريفين، ويبذل النفس والنفيس لخدمتهما والاحتفاء بزائريهما.