بالأمس كنت في جولة مجدولة ضمن لجنة الصحة العامة والبيئة بالمجلس البلدي بمكة المكرمة؛ للوقوف على مدى جاهزية خدمات أمانة العاصمة المقدسة لأيام الحج. تضمنت الجولة تفقد خدمات إدارة النظافة والصحة والبيئة والمسالخ في المشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى استغرقت حوالي ٧ساعات. تم خلالها رصد الملاحظات وتوثيقها، ورفعها مباشرة في حينه للإدارات المعنية ولمعالي أمين العاصمة المقدسة مشكورين.
كما تضمنت الجولة زيارة مستشفى شرق عرفات للوقوف على الإجراءات المتبعة في الحالات المشتركة بين وزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة والمتعلقة بسلامة الغذاء. ولأن اعمال البشر وإن اكتملت تظل منقوصة لأن الكمال لله وحده. كانت جولتنا لنكتشف مواطن الخلل والنقص إن وجدت ونتعاون جميعًا في حلها ما أمكن. إلا أن هدفي من كتابة هذه المقالة ليس إعداد تقرير عن جولة اللجنة (فقد قام بهذه المهمة إخواني وأخواتي) إنما كان الهدف هو مالمسته في جولتنا وما شدني أكثر وهو ماعبرت عنه بعنوان مقالتي (ماراثون التفاني).
فالكل بدون استثناء من العاملين المتواجدين في المشاعر المقدسة والذين صادفناهم في جولتنا كان يؤدي عمله وتعلو محياه ابتسامة هادئة. العمال الذين يكملون تجهيز مخيمات الحج وعمال النظافة الذين يجمعون النفايات والمبعثرات والحجاج الذين يزورون جبل الرحمة قبل الزحمة. إلى موظفي وزارة الصحة وموظفي إدارة الخدمات والنظافة وعمال المسلخ. تنبسط أساريريك فرحًا وتستشعر مدى إحساس العاملين بالميدان بعظم الأمانة التى يحملونها على عاتقهم والتي هي وسام شرف وفخر (خدمة الحجاج شرف لنا). وددت لو أني قادرة على ترجمة مشاعر العاملين في الميدان والتى انعكست في عيونهم وتقاسيم وجوههم.
وددت لو أني قادرة على أن اصف مقدار الطاقة الإيجابية للعاملين بالحج وصبرهم على درجات حرارة جوية تخطت ال ٤٠ درجة مئوية بكثير ولم تزدهم إلا إصرارًا على التفاني في أداء العمل. فتلك الأجواء تعجز حروفي وكلماتي عن وصفها فلا يعرفها إلا من كان جزءًا منهم. ولأن قدراتي في إيفاء العاملين في الحج من كل القطاعات حقهم من الثناء محدود، فإني استعضت عن ذلك بدعائي للجميع بأن يتقبل الله عملهم، ويجعلها في ميزان حسناتهم ويثيبهم بفضله وكرمه بما شاء سبحانه. ولأن كل ماتقدمه المملكة العربية السعودية بجميع قطاعاتها من خدمات وجهود وأموال لإنجاح موسم الحج يقع ضمن جزء من كل فهو يندرج تحت كلمة ( اعقلها)، ويتبقى لنا الجزء الأعظم المدرج تحت كلمة (وتوكل).
فالله نسأل أن يتقبل منا جميعًا جهد المقل وأن يمن علينا بفضله وكرمه بنجاح آخر لموسم حج جديد. وكل عام والجميع بخير وعافية وصحة وسلامة وستر من رب العالمين.
عضو المجلس البلدي بمكة المكرمة
جزاك الله خيرا …سعادة الدكتورة عبير .. هو ذلك المشهد الذي وصفته . . اسال الله ان يبارك للجميع جهودهم ويتقبل من الحجاح حجتهم ويردهم إلى اهليهم سالمين غانمين …هي الحقيقة التي لا ينكرها كل منصف جهود جبارة تبذل من رأس الهرم حفظه الله حتى أصغر موظف الجميع يتسابق على نيل الشرف العظيم في خدمة قوافل ضيوف الرحمن …هذه هي السعودية وهذا هو الوطن
نفتخر بوجود بأمثالك من بنات الوطن .. الى الامام يادكتوره والله يقويك ويسدد خطاك
تقبلي فائق احترامي وتقديري