أينما ذهبت ببصرك في هذه الأيام المباركة، وفي كل أرجاء مكة المكرمة ومشاعرها المقدسة سيذهلك ما تراه من عمل دؤوب وحركة سريعة وسباق مع الزمن، وسيذهلك حتمًا ما تراه من عاملين مكافحين ينتشرون كأسراب النحل في الحقول، لكل منهم مهام محددة وأعمال منظمة وأدوار هامة يؤديها وعليه واجبات يجب أن ينجزها بإتقان وإخلاص وفي زمن محدد.
كل الأعمال المرتبطة بموسم الحج تحمل نفس الأهمية من حيث التكاملية لنجاح الموسم، ولكل مهمة دور في تحقيق الديناميكية المطلوبة لهذه الورشة الكبيرة والجبارة التي لا تتوقف عن العمل حتى إنجاز المهمة المقدسة، والتي ينعم بثمرتها أكثر من مليوني حاج عندما يغادرون هذه الرحاب الطاهرة، وهم يرددون بسعادة واطمئنان: “حج مبرور وذنب مغفور”.
في ورشة كبيرة تعمل على مدار الساعة، وفي طقس أقل ما يوصف به أنه طقس قاسٍ ارتبط بشهر أغسطس المزعج لا تجد أحدًا من العاملين في موسم الحج يتذمر، ولا أحد يتوقف، ولا مجال أصلًا للتوقف.
العمل والعمل فقط هو سيد الموقف، وما يقوم به هؤلاء المخلصون هو جزء من نشاط وحركة وإنتاج هذه الورشة التي تعمل بأقصى طاقتها لتحقيق الهدف المنشود.
بعين الإنصاف شاهد ما يكابده رجال الأمن في هذه الأيام من تعب وعناء من أعلى القيادات للأشبال في الكشافة، وتخيل فقط لو قصر هؤلاء في أداء مهامهم أو تقاعسوا في واجباتهم.
ليس هؤلاء فقط، ولكن في كل المجالات ستجد من يقوم بمهام وأدوار وعمل يجعل من هذه الورشة خلية تعج بالنشاط والحيوية رغبة في الإنجاز وإصرارًا على الوصول للنجاح؛ لتحقيق اليسر والسلامة لأحد أركان الإسلام الخمسة الذي يجب ينجز في أيام معدودات.
أخي العامل في الحج أيًا كان العمل الذي تقوم به وأيًا كانت المهمة التي تؤديها فتأكد أنك جزء مهم في هذه المنظومة الرائعة ولعملك أثر ملموس في نجاح الموسم، كتب الله أجرك وجزاك على ما تقوم به خير الجزاء.
وفي الختام: أسأل المولى جلت قدرته أن ييسر للحجاج أداء نسكهم، ويتقبل منهم صالح أعمالهم ويردهم إلى أهلهم وبلادهم سالمين غانمين، ويديم على بلادنا بلاد الحرمين أمنها وأمانها ويجازي حكومتنا خيرًا على ما تبذله من غالٍ ونفيس في خدمة حجاج بيت الله الحرام ووفده الكريم. آمين.