حمود الفقيه

جسر الجسور والمقاول المعثور

يصاب مرتاد طريق الطائف الباحة بكثير من الذهول، ويستبد به الاستغراب، عندما يرى جسر وادي بوا ذلك الجسر الميت دماغيًا فلاحراك فيه منذ سنين، ولاندري نسيت وزارة النقل هذا الجسر وانمحى أثره من فكر مسؤوليها ؟
أم ماذا دهاهم ؟
جسر نفذت الوزارة أكبر منه، في أوقات قياسية، فلا يقارن بجسر الخير الذي يربط البحرين بالسعودية، ولايشكل شيئًا أمام الجسر المعلق في شفاء الرياض، ولاجسر الميناء في جدة، وكم من جسور أخوة له نفذت بدون عطلة أو تعطيل، فعلًا هذا الجسر أعجوبة من أعاجيب الطرق في المملكة، أعجوبة الإهمال، وأعجوبة التراخي، فبعد تجاوزه بكيلو متر نفذ جسر على نفس الوادي لبيوت لايتجاوز عددها أصابع الكفين بدأ التنفيذ فيه بعده بزمن ليس بالقصير وانتهى، وهناك من يردد ليتهم تركوا لنا الجسر القديم كان ارتحنا من تحويلة الخطر الدائم.
وما أن يتجاوزه المسافر ويبدأ ينساه حتى يقابله جسر مستشفى الملك فهد، جسر لانعلم مدى جدواه، فلاحركة المرور في هذا المكان تستحق كل هذا الصرف، من إزالة المباني ودفع التعويضات كم كان هذا المكان أحد المواقع التجارية المميزة في منطقة الباحة، اجتثت المحال التجارية اجتثاثًا، ليبدأ إنشاء الجسر الذي يسير العمل فيه كدبيب السلحفاة، يسير الهوينا، حتى ظننا أن مواصفاته تفوق مواصفات كل الجسور، وأن تصميه يعد فريدًا من حيث المتانة وعمره الزمني، ومواصفاته الخاصة، التي توحي أن تنفيذه يأخذ زمنًا خاصًا قد يصل إلى عقد من الزمن وأكثر.

أعتقد أن ترتيب الأولويات يغيب كثيرًا عن بعض مسؤولي الطرق، فحركة السكان تستدعي أيضًا سرعة إكمال الجسر الأعجوبة وربط المحافظات بالمركز الرئيسي “مدينة الباحة”، وتسهيل حركة المواطنين بين المحافظات وإكمال الطريق الذي يوصل محافظة القرى ومحافظة المندق بالمطار والجامعة أولى من إنشاء دائري يحيط بمدينة الباحة، والذي لو كانت المرحلة الأولى نفذت في شرق المدينة لكان أجدى وأنفع في سرعة تنمية المدينة من خلال اتساعها ناحية الشرق لأن المدينة مغلقة من ناحية الغرب حيث الجرف القاري، ولايعتبر الطريق الدائري أولوية فقد لاتحتاجه المنطقة إلا في مستقبل ليس بالقريب.
ونتساءل عن تعثر هذه المشاريع، ومن يملك الشجاعة ويخرج للإعلام، ويوضح لنا الأمر.

تربوي متقاعد

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button