المقالات

أبشع جريمة حوثية في إب

ليست جريمة نهب مرتبات الموظفين ولا المال العام .
وليست جريمة تفجير بعض المنازل أو إزهاق بعض الأنفس.
ولكنها جريمة نستطيع أن نسميها تهجيرا جماعيا لأبناء إب أو إبادة جماعية.

سمحت جماعة الحوثي بحفر الآبار بشكل عشوائي من أجل أن تحصل على عوائد ورشاوي، وهذا الفعل يعتبر أسوأ جريمة تقترف في إب، حيث إنه سيؤدي إلى نضوب المياه واستنزافها من الأحواض المائية، وهو ما يعني قتل مستقبل الحياة في إب، سيجعل أبناء إب يهاجرون بشكل جماعي منها وتحويل إب إلى منطقة مقفرة، أو الموت الجماعي عطشًا لهم ولكل الحيوانات، فالماء هو الحياة وبدون الماء الموت للإنسان والحيوان والأرض.

كانت المسافة القانونية بين الآبار المائية ألف متر، ولكن جماعة الحوثي سمحت بالحفر، ولمن اعترضها بحجة المسافة القانونية ترد عليه بأن المسافة مقدار بندق !!
أي من أراد أن يحفر بئر فعليه أن يضع بينه وبين البئر الذي بجواره الكلاشينكوف لا تتجاوز طوله مسافة متر.

محافظة إب منطقة جبلية، واحواضها المائية صغيرة.
فالأحواض المائية الكبيرة توجد في المحافظات المستوية ذات القيعان والصحاري.
مياه أواض إب التي تجمعت عبر آلاف السنين، سيتم استنزافها خلال سنوات قليلة بسبب الحفر العشوائي للمياه.
صحيح أن إب محافظة ذات أمطار، ولكن أمطارها تغذي المحافظات التي بجوارها وتتوجه سيولها نحو البحر الأحمر، والسبب أن إب الجبلية ذات احواض صغيرة وتربتها غير ذات قابلية لتغذية المياه السطحية والجوفية بشكل كاف كل عام مقارنة بما يتم شفطه من الآبار، إذ إن مياه الأمطار تمر مرورًا عابرًا تستفيد منه الأرض خلال فترة بسيطة من الأشهر ولا وجود لفائدتها في بقية الأشهر التي تنقطع فيها الأمطار.

ميليشيات الحوثي اقترفت عدة جرائم من خلال الحفر العشوائي للأبار.

الجريمة الأولى : الابتزاز كونها تسمح بالحفر مقابل حصولها على الملايين من الريالات في البئر الواحد.

الجريمة الثانية: قتل النفس والاحتراب وإثارة فتنة في كل منطقة وانقسام في صف الأهالي ضد بعضهم.
حيث إن صاحب البئر الجديد ورائه قيادي حوثي، وصاحب البئر القديم ورائه قائد حوثي، وعندما يذهب صاحب البئر الجديد لحفر بئره يعترض عليه صاحب البئر القديم بحجة المسافة القانونية، فيصر الأول على الحفر بالقوة ويواجهه الثاني بالقوة فتنشأ المواجهات بين الطرفين ويسقط العديد من القتلى، والقياديان الحوثيان مهمتهما التشجيع فقط، كل قيادي يشجع طرف ويبتزه ماليًا.

ف
الجريمة الثالثة : قتل مستقبل أغلب تبناء إب عبر استنزاف المياه بالحفر العشوائي، وهو ما يؤدي للتهجير الجماعي بحثًا عن الماء أو الموت الجماعي عطشًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى