المقالات

عالم التشفير

تعودنا على عبارة الكرة مدورة، والتي ظلت تطلق كلما كان الحديث حول توفيق لاعب في تسجيل هدف أو فشل آخر في إضاعة فرصة من أمام المرمى، ولكن الآن يمكن القول إن العبارة تغيرت بفعل التطور العلمي والتقني، وصارت العبارة الكرة مشفرة، نعم مشفرة أصبح الناس يسألون قبل كل مباراة، وعند كل بطولة عما إذا كانت المباريات ستبث عبر التلفزيون المحلي أو حتى الفضائي أم لا؟

مضى الزمن الذي كان فيه غالبية الناس، يلتفون حول جهاز التلفزيون ليشاهدوا مباريات كرة القدم الأمر الذي صار مقصورًا على قلة يملك أصحابها جهاز فك الشفرة.

أما الأكثرية خاصة الشباب، فلم يعد أمامهم إلا الشحططة واللف والدوران على المقاهي وبعض الأماكن التي تضع فيها شاشات لجذب ود الجماهير، هكذا اختزلت مباريات كرة القدم في ملخصات وجار الزمن على محبي كرة القدم الغلابة أمثالنا الذين لم يعد لهم مكان في هذا العالم المشفر.

فالأمر لا يقف عند كرة القدم والمباريات، تابعوا صفوف العاطلين وجيوش البطالة؛ لتعرفوا أن فرص العمل أصبحت مشفرة لن ينالها إلا من لديهم جهاز فك الشفرة، وشاهدوا جميع الأسعار التجارية المرتفعة؛ لتعلموا نحن نعيش عالمًا مشفرًا، وما كرة القدم إلا نموذجًا لهذا العالم المشفر، وقديمًا قالوا إن الأرض كروية والآن يمكننا القول دون أَن يتهمنا أحد بالجنون إنها لم تعد كروية، وأن الأرض بكل تأكيد أصبحت مشفرة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button