من يتابع المجازر البشعة التي ترتكب ضد الروهينجا في ميانمار يصل لقناعة أن هذا العالم بلا ضمير ؟ فالقتل الممنهج والابادة الجماعية لم تقتصر على قائمة الاتهام التي أعلنتها مؤخرا الأمم المتحدة بل إن المنظمة الدولة متورطة في هذه المجازر بالتستر حيث انتهجت سياسة تعتبر الحديث علناً عن الروهينجا وكأنه من المحرمات ! ليس هذا فحسب بل عمدت إلى عزل العاملين الذين حاولوا التحذير من احتمالية حدوث تطهير عرقي مثل كارولين فاندينابيل التي شغلت خلال الفترة ما بين 2013 و2015 منصبا هاما في بعثة الأمم المتحدة إلى ميانمار وتولت رئاسة مكتب ما يعرف المنسق المقيم وهو أعلى منصب للأمم المتحدة في البلاد لإصرارها على التحذير من احتمال التطهير العرقي للروهينجا و هذا ما حدث مع رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية (UNOCHA) الذي تم عزله كما امتدت محاولات منع الحديث عن الروهينجا للمسؤولين الدوليين الذين يزورون ميانمار ومنهم توماس كوينتانا والذي عمل طوال ست سنوات حتى 2014 مقررا خاصا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في ميانمار كما قامت رئيسة فريق الأمم المتحدة في ميانمار ـ سابقا ـ وهي كندية تدعى ريناتا لوك ديسالين و خلال أربع سنوات قبل وقوع الأزمة بمنع نشطاء حقوق الإنسان من السفر إلى مناطق الروهينجا و إغلاق التحقيق العلني في القضية ؟!
يبدو أن العالم كله تداعى و تواطؤ على إبادة الروهينجا ؟ ففي مارس/ آذار 2018 اتهم محققو الأمم المتحدة موقع فيسبوك بأنه تحول إلى وحش يثير الكراهية ضد المسلمين من الروهينجا وكان ذلك ضمن النتائج الأولية التي أعلنتها بعثة التحقيق التابعة للأمم المتحدة وقال رئيس البعثة في مؤتمر صحفي : إن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بطريقة أساسية في إثارة العداوة بين الناس على نطاق واسع ضد المسلمين من الروهينجا وأضاف : خطاب الكراهية بالتأكيد جزء من ذلك وفيما يتعلق بالوضع في ميانمار فإن مواقع التواصل الاجتماعي هي فيسبوك وفيسبوك هو مواقع التواصل الاجتماعي.
و أخيرا هل استيقظ الضمير العالمي و اكتفى بما أرتكب من مجازر وإبادة ؟! لقد دعت الأمم المتحدة لمحاكمة قيادة جيش ميانمار بتهمة إبادة الروهينغا في ولاية راخين مارس عام 2017 وضم التقرير الذي سيتم عرضه رسميا في الـ18 من سبتمبر أثناء الدورة الجديدة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف قائمة الأشخاص المشتبه بهم بارتكاب هذه الجرائم بمن فيهم قائد جيش ميانمار وخمسة قادة آخرين ؟!
ختاماً
إن قضية الأقلية المسلمة في ميانمار من أولويات القضايا التي تهتم بها المملكة وسبق أن دعت المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لإيقاف التطهير العرقي الممنهج ضد مسلمي الروهينجا، وضرورة التدخل لإيجاد حل إنساني يحمي أقلية الروهينجا من أعمال العنف والعقاب الجماعي الذي تتعرض له.