فاتن حسين

نائب أمير مكة في مخيمات الحجاج

في معرض حديثه عن الحج لقناة الإخبارية السعودية من عرفات أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل على أنه تم تقديم صورة جديدة للإدارة الحديثة والتقنية.. كما أكد على نجاح خطط تفويج الحجاج بشكل منقطع النظير .. والجميل أنه في نهاية حديثه أشاد بجهود نائبه لمنطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز مؤكدًا “أن وجود سموه في هذا المكان والمنصب مكسب كبير للمنطقة”.

وحقيقة هذه المقولة صادقة بكل معنى الكلمة؛ فهذا الأمير الشاب قد جاء بطموح كبير وشغف وحماس لخدمة منطقة مكة المكرمة فمنذ وصوله بدأ بزياراته التفقدية لقرى القنفذة، والليث، كما زار بحره والجموم والمساجد، وتفقد المشاريع الكبرى مع هيئة تطوير مكة المكرمة، ومشاريع المسجد الحرام.

وهو في كل خطوة يثبت عزائم الشباب التي لا تقهرها الصعاب فيعطي توجيهات وتعليمات تدل على غزارة علم، ومخزون ثقافي، واجتماعي عالٍ. ولعل المقطع الذي انتشر أثناء زيارته لأحد مخيمات الحجاج في إحدى مؤسسات الطوافة مساء الأربعاء 11/12/1439هـ؛ ليتفقد راحة الحجاج وسلامتهم لهي خطوة رائدة للأمير الذي يريد أن يطلع على كل صغيرة وكبيرة تهم مكة المكرمة وأهلها وقاصديها، وكان برفقته معالي وزير الحج والعمرة د. محمد بن صالح بنتن. وقد لوحظ تواضعه الجم وسيره بين الحجاج منصتًا لشكواهم بكل أريحية وسعة صدر فقال كلمة حق: ” لا بد من معرفة ما يحبونه وما لا يحبونه : What they like and dislike ” .. وأضاف لرئيس المؤسسة: ” إنها مسؤوليتكم وليس الاعتماد على المورد “. بهذه الكلمات أنصف الأمير ذلك الحاج البسيط الذي جاء من القارة الهندية بعد أن باع ربما كل ما يملك، أو جمع القروش والهللات سنوات عديدة ليأتي لأداء الحج .. ومن حقه علينا توفير الطعام الذي يأكله في بلده ولا نفرض عليه وجبات جاهزة ومعلبة. وكان الأولى قبل تطبيق التجربة على الحجاج في المخيمات بنسبة 15% أن يتم تطبيقها أولًا على عينة بسيطة من بعثات الحج والحملات السياحية في فترة ذي القعدة، والتأكد من مدى قبولهم لها لحجاجهم ..!!

ولكن لماذا وصل الحد إلى شكوى الأمير والذي حضر مساءً للمخيم بينما في حديث الحاج يقول: (ولم نفطر)) No breakfast) أي منذ الصباح فلماذا لم يكن هناك تواصل من رئيس المكتب إلى رئيس المؤسسة باعتباره المسؤول الأول!! فالمفترض أن تكون هناك لجنة طوارئ في كل مؤسسة ومهمتها (لوجستية) للحالات الطارئة، أو ربما كان عن طريق جهاز البرافو قد طلب الرئيس من المكاتب المجاورة دعم ومساندة المكتب من الذين لديهم وجبات زائدة، وهذا ما كان متبع سابقًا في ظل إدارة قيادية ناجحة؛ فالقيادة هي فن التعامل مع البشر في المواقف وتستند إلى منهجية المعرفة بالسلوك البشري والتعامل الإنساني لتوجيه الطاقات البشرية لأداء مهمات عالية الجودة والتنظيم، بينما الرئيس الذي يتبع الأنظمة والتعليمات ويفرضها على فريق العمل بسلطته وسيطرته عليهم فلربما يقبلون العمل، ولكن دون قناعة وخوفًا من العقاب… !!
وبالرغم من تطبيق الأسرة ذات الدورين في تلك المؤسسة أيضًا والتي حذر منها الكاتب المطوف أحمد حلبي في مقاله: (قبل أن تقع كارثة الأسرة في منى ) أكد معالي وزير الحج والعمرة د. بنتن “إن استخدامها هذا العام ليس لزيادة الحجاج، وإنما على نفس الأعداد لتحسين جودة الخدمات”. علمًا بأن كثير من رؤساء المكاتب رفضوا تطبيقها..!! لأنه وحسب الصور التي رافقت الزيارة أظهرت أن المساحات غير مدروسة بصورة جيدة، وليس هناك مساحات للحركة كما يجب .. وليس أدل على عدم الوثوق بها أن الدفاع المدني اشترط استخدامها في المخيمات خارج حدود منى .. معنى ذلك عدم تطبيق التجربة في المكان المخصص وسط الزحام فلا يمكن الركون إلى النتائج إلا بعد عمل تجربة فرضية: بها مجموعتين إحداهما ضابطة تستخدم نفس الأثاث السابق، وأخرى تجريبية تستخدم الأسرة ذات الدورين ثم قياس الفرق بين المجموعتين في نفس الظروف والكثافة العددية وقياس زمن الإخلاء، والكيفية، والنتائج ؟!

وشخصيا زرت مخيمات VIP وشاهدت (المرتبة المتعددة الأغراض)، والتي تعطي اتساعًا للمكان وحركة خاصة في حالة الطوارئ. كما أن معظم الحجاج من كبار السن فكيف نطلب منهم الصعود للسرير الأعلى والنزول منه بسهوله !! بل إن التهوية تكون غير متوازنة فالسرير الأعلى يحجب البرودة والهواء عن الذي أسفل منه ..

هناك تسهيلات متنوعة ومتعددة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان للحجيج لرفع المشقة عنهم، كما أن تطبيق المؤسسات لمعايير الجودة في الخدمات والتنظيم والنظافة، المأوى المريح، والغذاء الجيد هي التحدي الذي نحقق منه معادلة كسب رضا الحجاج.

شكرًا لنائب أمير مكة المكرمة على متابعته الحثيثة لكل ما يهم منطقة مكة المكرمة ولزيارته لمخيمات الحجاج، والتوجيه بما يحقق رضا حجاج بيت الله الحرام فهذه غايتنا جميعًا.

فاتن ابراهيم حسين

كاتبة وتربوية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. القيادة فن وذوق وأخلاق
    وما فعله الامير الشاب يعتبر من أخلاق القادة الكبار والعظماء فهو دائما يتحلى بالتواضع وحب خدمة الاخرين.

    أما خدمة الحجيج يجب ان تتسم بالانسانية من منفذيها قبل أن يلقوا على المورد التقصير، فالتقصير منهم أن قصر المورد، فلماذا لم تقوم المؤسسة بدورها كما يجب وهو توفير الغذاء للحجاج في حالة تقصير المكتب او المورد،
    وكيف كان يقول احدهم ان الوجبات تأتي للمكاتب في ظرف دقائق وبنفس أسعار مكة المكرمة!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى