رحم الله المقرئ المكي المدني شيخ أئمة الحرمين الشريفين الشيخ خليل عبدالرحمن قارئ، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة؛ فقد كرّس حياته، وطاقاته، وجهوده، لخدمة كتاب الله تعالى، إقراءً، وعلمًا، وتعليمًا، ورعاية لأهل القرآن، وطلابه.
كان الشيخ خليل قارئ، من كبار القرّاء، وقد حباه الله صوتًا جميلًا، نديًا، شجيًا، كما امتاز – يرحمه الله- بحسن الأداء، وجمال التغني بالآيات القرانية، مع إتقان علم التجويد، وفنونه. يصدح بالقرآن ترتيلًا، وعذوبة، ليشنف الآذان بأجمل أداء، وأحسن بيان، وقد كانت له منهجية رائعة في القراءة الحجازية.
ساهم المقرئ البارز الشيخ خليل الرحمن قارئ- يرحمه الله- في تأسيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في المملكة، مع ثلة من أهل القرآن الكريم، والمحسنين، بدءًا من دار الأرقم برحاب المسجد الحرام، ومساجد أم القرى- شرفها الله- ثم انتقل مع رفاق دربه لنشر حفظ كتاب الله عز وجل، وتعليمه، وتحفيظِه للناشئة، في بقية مدن المملكة ودوّل الخليج العربي.
درس على يديه ثلة من القرّاء في مكة المكرمة، بمسجد بن لادن بالحفائر من أبرزهم القارئ الحجازي ذو الصوت الشجي إمام المسجد النبوي الشيخ الراحل مجمد أيوب- يرحمه الله-. وبعد عدة سنوات من العطاء المبارك والمثمر انتقل الشبخ المقرئ خليل عبدالرحمن قارئ، إلى طيبة الطيبة مدينة رسول الله صلى عليه وسلم، ليواصل مسيرته العطرة، وجهوده المباركة في خدمة القرآن الكريم، وتعليمه، ورعاية أهله. وقد نهل من معين علمه، ثلة من القرّاء البارزين يجيء في طليعتهم القارئ الفذ مزمار البيت العتيق الشيخ علي عبدالله جابر- يرحمه الله- الذي يعد علامة فارقة في مسيرة قراء المملكة، ونقطة تحول في الأداء.
لقد كان من اللافت أيضًا أن يتم اختيار اثنين من أبناء المقرئ الراحل الشبخ خليل عبدالرحمن- يرحمه الله- إمامين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، هما: الشيخ محمد قارئ، والشيخ محمود قارئ، بتكليف كل منهما بالإمامة في شهر رمضان المبارك في أعوام مختلفة، وقد حباهما الله تعالى صوتا شجيا، وبرزت عليهما بصمة والدهما – يرحمه الله- في حسن الأداء وجمال التغني بآيات الذكر الحكيم. كما أن للفقيد الراحل ابنًا آخر هو الشيخ أحمد قارئ- يرحمه الله- وقد كان قارئًا بارزًا، وذو صوت ندي، وأداء رائع.
رحم الله المقرئ المكي المدني الشيخ خليل بن عبدالرحمن قارئ، وجزاه خير الجزاء نحو ما بذله من جهود مباركة، وأعمال طيبة، ومسيرة عطرة، في خدمة القرآن الكريم، وطلاب العلم، وأسكنه في جنات الخلد، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه جواد كريم.