هي المملكة وقائدها سلمان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده محمد بن سلمان البطل، وهذه الإنجازات التي ترتقي للطموحات خير شاهد ودليل، وقد توجتها رسائل صوتية ومقروءة ومرئية، تشيد بنجاح موسم الحج والجهود المتكاملة، عبر جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، رسائل صدح بها حجاج بيت الله الحرام، وبكل لغات ولهجات الكون كافة، ولا غرابة في ذلك إذ نذرت المملكة العربية السعودية أنفس ما لديها في خدمة ضيوف الرحمن دون تمييز للون أوطائفة ولغة، وللغوص في بحور تلك الإنجازات السعودية، التي ترافق ضيوف الرحمن منذ دخولهم أراضي المملكة العربية السعودية، عبر منافذها البحرية والجوية والبرية، وذلك الكم المهول من الموظفين المدنيين والعسكريين، الذين جندتهم الدولة ممثلة في كل الوزارات المعنية، من وزارة الداخلية والصحة والنقل والحج والعمرة والشؤون الإسلامية والأوقاف وغيرها، في منظومة تلاحمية متكاملة، تهدف إلى تجويد الخدمات على كل شبر يمثل دورة الحجيج، ليتمكنوا من أداء نسكهم بيسر وأمان، حتى مغادرتهم إلى بلادهم بسلامة الله، محملين بأجمل الذكريات عن رحلة الحج، التي في مجملها رحلة مشاعر إيمانية، وبالعودة لعنوان مقالتي (لا تائه..في الحج)، وهي عبارة أثلجت صدري والحضور بعد أن صدح بها رئيس مكتب شؤون حجاج السودان حين مشاركته سعادة المهندس محمد عقاد الوكيل المساعد لوزارة الحج والعمرة، وقد تشرفت بمرافقتهم لزيارة سكن حاجية من السودان الشقيق كانت تائهة، وتم إيصالها لذويها بمكة المكرمة عبر مراكز إرشاد التائهين المنتشرة حول المسجد الحرام، وفي العديد من المناطق بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون مع مكاتب الخدمة الميدانية التابعة لمؤسسات الطوافة، إضافة إلى ما يقدمونه من وجبات الضيافة والهدايا التذكارية التي تدخل الطمأنية للتائهين في زحمة الحجيج، في المسجد الحرام والطرقات المؤدية إليه، تلك المراكز التي يطول الحديث عنها لما تحويه بين جنباتها من كوادر شابة يجيد بعضهم العديد من اللغات، والتي جندت نفسها في خدمة ضيوف الرحمن، وفق الخطط والرؤى المحددة والمساندة من الجهات الأخرى المعنية في الحج، وفي مقدمتها في هذا الشأن هيئة الكشافة السعودية، وقد اعتمدت وزارة الحج والعمرة في خطوة إستباقية، التطبيق الإلكتروني للترجمة الفورية للتخاطب مع ضيوف الرحمن بمختلف لغاتهم، لتقديم خدمات الإرشاد والتوعية في تلك المراكز، المؤهلة بالكوادر المدربة على التعامل المثالي مع الحجاج والإستماع لشكاواهم، والعمل على حلها بالتنسيق مع المؤسسات الأهلية للطوافة،
وفق مؤشرات زمنية محددة، تتوافق مع توجيهات صاحب المعالي وزير الحج والعمرة, بهدف الإرتقاء بالخدمات وتجويدها، تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله، وللحديث عن مفقودات الحجيج من الحقائب وما تحويه من مبالغ نقدية وأمتعة شخصية، جندت وزارة الحج والعمرة العديد من المراكز التي تعمل وفق خطط متكاملة لمتابعة إستلام وتسليم تلك المفقودات، عبر قاعدة بيانات بالحاسب الآلي، لضمان حفظها وإيصالها إلى أصحابها من الحجاج وغيرهم في وقت قياسي، وهنا أستأذن عزيزي القارئ بأن أسرد قصة الحاجة/ فطيمة خان من الجنسية البنجلاديشية، وسعادتها وشكرها العميق لفرع وزارة الحج والعمرة، لإستعادتهم مفقوداتها الشخصية، وما تحويها من مبالغ نقدية فقدتها في المشاعر المقدسة، حيث قالت: (كنت أتوقع أن لن أتمكن من إستعادة مفقوداتي للأعداد المهولة من الحجيج في المشاعر المقدسة، إلا أنه عند ورود إتصال هاتفي من مندوب وزارة الحج والعمرة، ليبلغها بالعثور على مفقوداتها، شعرت حينها إن المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، جديرة بأن تكون بلد الأمان والطمأنينة في خدمة ضيوف الرحمن)، وقد تكرر الحال بأن تلقيت إتصال هاتفي من أحد المعنيين بشؤون التائهين بمشعر مزدلفة، يؤكد وجود حقيبة تخص حاجية من السودان الشقيق بناء على البيانات المكتوبة على تلك الحقيبة، التي تحوي مبلغ نقدي وأمتعة خاصة، حينها تواصلت مع منسق شؤون حجاج السودان وزودته بهاتف مسؤول المفقودات، ليتواصل معه وتسليمه الحقيبة لإيصالها بدوره للحاجة المعنية، والحديث يطول عن النقاط والمراكز الأمنية المنتشرة في كل مناطق الحج، وما تحويه من تقنية حاسوبية وكاميرات مراقبة ذات البعد الثلاثي فائقة الجودة، يزيدنا فخراً لنبرهن للعالم أجمع حقيقة أن لا تائه في الحج، وروح الألفة والأخوة تغمر ضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية، ليهنئوا بأداء نسكهم بطمأنينة، مبتهلين إلى الله تعالى أن يحفظ المملكة حكومة وشعباً، لما يقدمونه بسخاء في خدمة ضيوف الرحمن حجاجا وزوار ومعتمرين،،