تحقيق السلام في اليمن لن يتم إلا عبر طريقتين فقط، وأي طريقة غيرها ليست إلا بمثابة تهدئة وتأجيل للمشكلة، وليست حلًا جذريًا يؤدي لضمان السلام وديمومته مستقبلاً.
هذه الطريقتان هي التي تستخدم لتحقيق السلام الحقيقي في أي بلد يُعاني من الحرب بين الدولة والتمرد عليها، إذ إن تحقيق السلام مرهون بانتهاء الحرب وعودة الدولة، وهذه الطريقتان يجب أن تؤدي لانتهاء الحرب في اليمن انتهاءً تامًا، وعودة الدولة الشرعية عودة كاملة إلى كل المؤسسات.
الطريقة الأولى: تحقيق السلام عبر التصالح
المفاوضات والمشاورات والاتفاقيات بين التمرد والدولة، يجب أن تكون مبنية على توبة المتمرد، والتوبة لها ثلاثة شروط، تسليم الأسلحة والانسحاب من مؤسسات الدولة، والتعهد والالتزام بشروط المواطنة الصالحة؛ كي لا يمنع أن يكون شريكًا في حكومة وطنية يشارك فيها بالطرق المشروعة كاتفاق تم في المفاوضات والمشاورات بشرط أن لا يكون للمتمرد أي قوة عسكرية يديرها عبر الحكومة أو يحتفظ بها داخل الوطن.
أي مفاوضات ومشاورات لا تخرج بإعلان المتمرد توبته وتنفيذه للشروط الثلاثة، فإنها لن تؤدي لتحقيق السلام وانتهاء الحرب، فربما تؤدي لإيقاف الحرب وليس لانتهائها، وهو ما يعتبر عدم التحقيق الفعلي للسلام وعودة اندلاع الحرب في المستقبل.
هذه الطريقة تعتبر في يد الحوثي، تحقيق السلام عبر التصالح والمفاوضات مرهونة باستجابة الحوثي، إذا أعلن الحوثي توبته من التمرد على الدولة، وانسحب من مواجهتها سيتحقق السلام في اليمن.
الطريقة الثانية: تحقيق السلام بالقوة
في حالة عدم توبة المتمرد على الدولة وانسحابه من المواجهة، فإن تحقيق السلام يجب أن يتم عبر استخدام القوة واستمرار الحرب حتى يتم القضاء التام على المتمرد.
وهذه الطريقة هي بيد الدولة التي يجب أن تخوض حربها على المتمردين؛ حتى تحرر كافة تراب الوطن وتحقق الحسم الكامل.
يجب أن نفرق بين إيقاف الحرب وانتهاء الحرب.
تحقيق السلام الفعلي مرهون بعودة الدولة وانتهاء الحرب.
الانتهاء الفعلي للحرب، مرهون بتوبة المتمرد واستجابته للسلام عبر المشاورات والمفاوضات، أو القضاء الكلي على المتمرد في المعركة التي يجب أن تنتهي بالنصر وليس بالمفاوضات.
تحقيق السلام في اليمن يتم عبر انتهاء الحرب، وانتهاء الحرب تتم عبر الحوار والاتفاق إذا أعلن الحوثي توبته وانسحابه عبر المشاورات والمفاوضات، أو إنهاء الحرب بالحرب عبر قيام الدولة بالحسم العسكري والتحرير الكلي.
أي مفاوضات لا يتوب فيها الحوثي وينسحب من أمام الدولة، وأي حرب لا تنتهي بالقضاء التام على الحوثي وعودة سيطرة الدولة، فإن نتائج تلك المفاوضات والحرب فاشلة في إرساء السلام الحقيقي في اليمن… إذ هي مفاوضات لا فائدة منها وحرب لا فائدة منها بالنسبة لتحقيق السلام المفروض ومستقبله المطلوب في اليمن.