التقيت بالأمس مع الزميل العزيز بعد انقطاعٍ لأسابيع نتيجة ظروف الإجازة، وكان اللقاء مليئًا بالأحداث الدراماتيكية التي للأسف أخذت منحنى خطيرًا.
المتابع لتلك القضية يعلم بأن الزميل العزيز تقدم للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بعدة بلاغات منذ فترة ليست بالقصيرة؛ نتيجة عدم وجود بوادر إصلاح وتماشي مع توجهات الدولة رعاها الله في محاربه الفساد من قبل مجلس الإدارة بالقطاع المنتمي له، مما ساهم بشكل مخيف وسلبي في تفشي الفساد حتى وصل بقيام القيادة التنفيذية بالقطاع بضرب الحائط بأي إجراءات أو أنظمة تم تشريعها في سبيل تحقيق المنافع الشخصية من خلال إبرام عقود مشبوهة بالملايين، وممارسة التستر التجاري وغيره مما أثر سلبًا على النتائج المالية للقطاع.
وبعد أن ضاقت كل الوسائل مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نتيجة تجاهلها المستمر للبلاغات، أخذ الزميل العزيز بالنصيحة التي تقدمت بها له، وتوجه للتواصل مع سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان، وهنا كانت المفاجأة له بالاستجابة السريعة، والتي كانت خلال مدة لم تتجاوز الأسبوع على عكس ما يردده المحبطون أعداء رؤية 2030 بأن نفوذ الفاسدين أقوى من أي شخص.
وهنا بدأ منحنى آخر للقضية تمثل في سرعة استجابة قيادات نزاهة مع بلاغات الزميل بشكل إيجابي حين نما لعلمها محور المشكلة، وقامت على الفور بتشكيل فريق لمباشرة البلاغات والتقصي من خلال إجراء التشخيص المبدئي الذي مكنها من الحصول على كامل القرائن من خلال دعم الشرفاء المحبين لوطنهم بذلك القطاع والذين كانوا متعاونين بشكل إيحابي.
وهنا جن جنون مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي حين نما لعلمهم بأن فريق نزاهة في تلك المرة، كان دقيقًا، واستطاع التوصل بشكل مباشر لتجاوزاتهم فبدأوا بالبحث عن من زودهم بتلك التجاوزات وحين توصلوا بطريقتهم الخاصة لهوية المبلغ وهو أحد موظفي الشركة كانوا وقتها فاقدين للسيطرة على أنفسهم غالب عليهم الرغبة بالانتقام بشكل سريع، فكانت النتيجة بإصدار أسرع قرار استغناء قد نراه في حياتنا عن خدمات الزميل العزيز تمثل اليوم بإبلاغه وغدًا بآخر يوم عمل له وفق بند 77 من نظام العمل الذي ينص على (إنهاء التعاقد لسبب غير مشروع)؛ متناسين أن هناك مرسومًا ملكيًا ينص على حماية حقوق المبلغين ولا يعطيهم الحق بالفصل، والجميل أيضًا أنهم لا يعلمون بان تلك القضية تحظى بمتابعة سمو سيدي ولي العهد حفظه الله.
وبعد تلك الأحداث والقرارات المتعجرفة من رعاة الفساد سالت الزميل العزيز عن شعوره بعد أن خسر اليوم الوظيفة وأصبح بلا دخل ولا تأمين طبي والخ من المميزات التي كان يتقاضاها، فكان الرد بكل سرور وابتسامة لم أشاهدها من قبل علية (( ياعزيزي لن أكون أغلى من جنودنا البواسل الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن الغالي، فأنا اليوم ضحيت بقدر استطاعتي ولن يضيع أجري عند الله عز وجل ولا تقدير القيادة حفظها الله )).
ومن هنا أقسمت له بأني سأكمل تطوعيًا بالدفاع عن تلك القضية بقدر المستطاع لإيصال صوته للقيادة حفظها الله ولمعالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الذي كان في الحقيقة سريع التفاعل؛ رغبه منه للوصول للسبب الرئيسي خلف عدم تجاوب الهيئة مع البلاغات ووجه بشكل مباشر وسريع للتوصل للمشكلة وعلاجها، والتي تمثلت في خلل فني بالنظام الآلي، ومن هنا اجزم لأبناء الوطن المهتمين بتلك القضية بأن الحلقات القادمة ستكون مليئة بالأخبار السارة، وبمثابة الدليل القاطع على أن كل فاسد لن ينجو مهما كان منصبه ونفوذه متى توافرت علية الأدلة الكافية.
وأخيرًا أوجه رسالتي لكل مواطن / مواطنة، لا تتردوا في إعادة فتح أي بلاغات تم حفظها في السابق عن قضايا الفساد من اليوم فصاعدا دعونا نساهم في عناق وطنا الغالي لعنان السماء.