المقالات

المزارعون وقرود البابون في منطقة الباحة

نقاط على الحروف
أحمد المساعد

** تعتبر المنطقة الجنوبية زراعية بامتياز لا سيما في مضمار الحبوب والفواكه، وقد كانت في الماضي سلة غذاء المدن الغربية: الطائف، ومكة، وجدة وما حولها إلى جانب اكتفاء أهلها الذاتي من الغذاء، ولم نكن نرى القرود إلا مرة واحدة في السنة، وكان الأهالي يفرحون عندما يرونها في أوقات الأصيل تجتاز سفوح الجبال إلى مستقرها الليلي إذ يرون ذلك فألًا حسنًا، ولا أدري إن كانوا على حق أم كانوا على نقيضه، وعندما لجأ الناس إلى الوظائف في القطاعين العام والخاص، لا سيما بعد اكتشاف النفط في القرن الماضي والحالي تقلصت الزراعة ولم يبق منها إلا إنتاج بعض الفواكه: عنب ورمان وخوخ وبعض الخضراوات، وفي العقدين الماضيين تكاثرت أعداد قرود البابون، وأصبحت مصدر خطر لأنها تفتك بثمار الفواكه بحيث لا يبقى للمزارعين إلا المتردية والنطيحة، وهم يتحسرون على ما يلحقهم من تعب الفلاحة غرسًا وريًا وعناية من غير أن يكون لهم مردود جيد، وفروع الشؤون الزراعية موجودة بكثرة لكنها غير متحمسة حيال إراحة المزارعين من آفة القرود التي تقتحم حتى البيوت وتشكل خطرًا على الأطفال الصغار، ولا أعتقد أن الوضع سليم بل إن خطأ قد حدث حل محله، ومن بين الناس من يستمتع بمداعبة القرود عن بعد من يجلب لها الطعام كما هو حاصل في مرتفعات الهدا بالطائف، فهل من سبيل إلى إزالة أذى القرود – إن صح التعبير – وتخليص الإنتاج الزراعي من عبث تلك المخلوقات .. كان الله في عون المبادرين المخلصين !!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button