حمد الكنتي

عالم واحد

في ظل هذا الحر الشديد، قمت بإرسال رسالة جماعية في الواتساب، كانت عبارة عن صورة لمخترع المكيف (ويليس هافيلاند كارير)، وكتبت تحت الصورة أشكر هذا الرجل على كل نسمة هواء باردة أسعدتني، وطلبت من المجموعة إبداء مشاعرهم تجاه هذا الرجل بقولي لهم: (وأنت ما هي مشاعرك ؟)
فجاءتني التعليقات كالعادة منها ما يقدم الشكر، ومنها ما يقول لي ساخرًا لقد كلفنا فاتورة كهرباء، وغيرها من التعليقات الساخرة والمعبرة والرائعة.

ولكن كان هنالك تعليق استوقفني من أحد الأشخاص؛ حيث قال لي: (الشكر لله وليس له، وهو ليس أمامي لكي أشكره، وإن كان أمامي فلن أشكره، وهذا شرك، واحذر يا حمد من الوقوع في الشرك، فهؤلاء كفار وهذه المعاني أنت ربما لا تدرك خطورتها)، وكانت رسالته أطول من هذا، ولكن هذا هو الشاهد المهم منها .

حقيقة فاجأتني هذه الرسالة، وهجم السؤال المعتاد على ذهني معقولة لا يزال هنالك من يفكر بهذا التفكير الذي لا أصل له لا من قرآن ولا سنة، وموضوعي لا دخل له لا في براء ولا ولاء !
أين صاحب هذه الرسالة من هدي القرآن الكريم حيث يقول الله في سورة الممتحنة: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾، وهنا هل حاربنا نحن مخترع المكيف؟!
وهل صاحب الرسالة لم يدرِ أن دليل النبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق الهجرة هو عبد الله بن أريقط الليثي، وكان أحد كفار قريش.
والمطعم بن عدي كان كافرًا، ومع ذلك حفظ له النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى قال في غزوة بدر: (لو كان المطعم بن عدي حيًا، وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له) .

وهل يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي ودرعه مرهونة عند يهودي ؟!
وكان عمر بن الخطاب يعطي المسيحيين الضعفاء من بيت مال المسلمين…فهذا كله يؤكد نظرة الإسلام الواسعة لبقية الأديان السماوية، فلا نضيق واسعًا.
حكمة المقال:
“الفرق الحقيقي يكمن في إيمان الإنسان بذاته، وقدرته على صناعة الفارق في الحياة”.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button