يسألني فارس، مذيع إم بي سي إف أم، عن البرقيات التي أود إرسالها بمناسبة اليوم الوطني. فاجأني سؤاله فاكتفيت برسالة واحدة، ثم قررت أن أكتب غيرها.
سأرسل أول برقية إلى كل مواطن سعودي، أقول فيها: قبل أن نسأل ماذا قدمه لنا الوطن؟ وما الذي نتوقعه ونطلبه منه؟ فلنبدأ بما كان بإمكاننا فعله وما يمكننا اليوم وغدًا القيام به ليكون أعظم الأوطان. بالنسبة لي، أشهد أني مقصر، وأعد بما هو أفضل. لقد كان بإمكاني أن أفعل أكثر، وباستطاعتي أن أقدم المزيد، وسأفعل بإذن الله.
كما أن الأسرة ترتقي برقي جميع أبنائها، والمجتمع يتقدم بعطاء أفراده، فإن الوطن يكبر، ويعظم قدره بمجموع إنجازات أبنائه. نستطيع أن نحلق ببلادنا إلى النجوم إذا تعلمنا الطيران، ونعتلي براية التوحيد حتى تغطي السماء، إذا رفعناها على كل هامة.
البرقية الثانية أرسلها لكل بلد شقيق، أعد فيها بأن بلاد الوفاء ستقف دومًا معك، طالما أنك على الحق وقضيتك عادلة.
لقد كنا في مطلع القرن العشرين الدولة العربية المسلمة الوحيدة التي تتمتع بالاستقلال التام. وقد دعمنا حركات التحرر في العالم العربي والإسلامي من باكستان وأندونيسيا إلى المغرب والجزائر، ومن العراق وسوريا إلى اليمن ودول الخليج. واليوم نقف يدًا بيد مع كل أشقائنا في السراء والضراء.
ومن قبل وقفنا جنبًا إلى جنب مع شركائنا في العالم الحر؛ لمحاربة النازية والفاشية والماركسية والإرهاب. ومازلنا ملتزمين بمواجهة الأخطار التي تهدد السلام والتعايش بيننا، فقد تغيرت الوجوه والرعاة، وبقيت أيدلوجية الكراهية والحرب والإرهاب قائمة. ونحن اليوم بحاجة إلى أن نتحده مرة أخرى لمواجهتها حتى النهاية.
أبعث برقيتي الثالثة إلى المستثمر المحلي والدولي. تتمثل رؤيتنا لعام ٢٠٣٠ في تنشيط التجارة والاستثمار والتعاون العالمي. نفتح أبواب بلادنا الغنية، المثمرة، الواعدة للحالمين والمبدعين والمغامرين، ونقدم لهم رؤية مستقبلية أكثر حيوية وإشراقًا وذكاءً. واليوم، تعمل بلادنا على إزالة كافة العقبات وتوفير كافة التسهيلات وتقديم بيئة راقية، سخية، داعمة، آمنة للعمل والإقامة والسياحة. تفضل بالزيارة والتحقق، وبادر بالمشاركة مع المحظوظين، وستعيش لتروي قصة نجاح عظيمة.
البرقية الرابعة موجهة لأعداء الأمن والسلام. ربما فاتنا التنبه لكم في الماضي، ولكننا اليوم أكثر وعيًا وانتباها لمخططاتكم وتهديداتكم. لقد وعدنا بالتصدي لكم ونفذنا وعيدنا، فلا يراودكم الشك مرة أخرى في تصميمنا وقدرتنا على التنفيذ.
لقد قطعت سيوفنا الأيدي العابثة بأمن بلدنا والبلاد الشقيقة، وستواصل القطع والقطيعة. وسننقل الحروب التي صدرتموها لنا إلى ملاعبكم. استمتعوا بألعابها النارية!
برقيتي الخامسة أخصصها لقواتنا المسلحة ورجال الأمن. لقد أثبتوا في كل مرة أنه يمكن الاعتماد عليهم للدفاع عن بلدنا، ودعم حلفائنا. لقد وقفنا مع مصر في ١٩٤٨، ١٩٥٤، ١٩٦٧ و ١٩٧٣، كما فعلنا مع سوريا والأردن بمواجهة إسرائيل. وقامت قواتنا بحفظ السلام في لبنان، وانضمت إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت واليمن، وهزيمة داعش والحوثي. كما حافظت عيوننا الساهرة على بلاد الحرمين واحة للسلام والأمان في قلب محيط تعصف به الحروب والفوضى.
مجرد الشكر لا يكفي لمكافأة أبطالنا. فنحن مدينون لهم بأعمق الامتنان والتقدير. حفظهم الله لأسرهم وأمتهم ووطنهم.
أما البرقية السادسة فأرفعها للقيادة. لقد أنعم الله علينا ثلاثة قرون بأسرة آل سعود التي وحدت الجزيرة العربية تحت راية التوحيد، وحفظت لها أمنها وأمانها، ووفرت لها معطيات الحياة الكريمة. لهم منا أعمق الامتنان والاحترام والتكريم.
وأحتفظ بأغلى رسالة، في برقيتي السابعة لوالدنا، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. أرفع لهما نيابة عن المواطن والمقيم، وعن العرب والمسلمين، خالص شكرنا وتقديرنا، وفاؤنا وولاؤنا، وقبل هذا وذاك، دعاؤنا أن يحفظهما الله ويوفقهما ويسدد رميهما ويثبت خطاهما. وأن يكون هذا اليوم، وكل يوم وطني قادم علامة بارزة أخرى في رحلتنا الواعدة للبناء والنماء .. وآفاق الفضاء.