إن التعايش مع الوطنية والانتماء للمكان له وقعه وتأثيره على إنسان هذا الوطن .. فأي وفاء يكنه لمن تجرع الحب ، وتنفس عشق تربة تربى ونشأ عليها .. بالتالي روحه وعمره قيمة رخيصة يقدمها فداء لوطن ليس كالأوطان ، وبلد ينظر المسلمين إليه على أنه وجهة يرتادوها على مدى العام ، لأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة ، بل ويودعونه وعيونهم تفيض من الدمع حنينا للمكان .. الذي قضوا فيه اعظم رحلة إيمانية على وجه المعمورة .
هنيئا لك أيها الشعب بوطن ، غمر المجتمع الدولي باحترامه وتقديره ، بل واستطاع أن يكون راعي سلام ووفاق بين الدول التي تعاني من صراعات وتفككات في شؤونها الداخلية والخارجية .. وهو بذلك يقدم رسالة .. مفادها أن المملكة مرتع السلام وصانعة الترابط والألفة النابعة من نهج ديننا الإسلامي الحنيف ، وهي بذلك تسكت الأبواق التي تشكك في هذا النهج .. وتظلل الرأي العام باشاعاتها التي تزعزع أمنها واستقرارها .
يا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظك الله- والقلوب مغمورة بحبك .. رجل عزم وحزم .. بالحب نهنئ وبالفخر نحفظ العهد وبالولاء ننتمي إليك وطن الشموخ الذي نفخر به بين أوطان العالم ، صنع لنا المجد وأسس لنا مقومات الرقي والتطور والنهضة التي جعلتنا مضرب مثل في التعليم والقيم والمبادئ التي شكلت الإنسان السعودي .
اليوم الوطني ال ٨٨ للمملكة يعيد ذاكرتنا لتاريخ جعل من نفسه علامة فارقة في حضارة الأمم ، ففيه تجسدت ملحمة البناء وتشكيل هوية هذا الشعب ، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- لتبدأ خطوات التنمية والطور والمضي في ركب الدول المتقدمة ، وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ، حيث تحقيق التطلعات بآمال المستقبل تحت لواء رؤية المملكة ٢٠٣٠ ، نردد لك يا وطن عبارات الحب والوفاء القليلة في حجمها اللغوي والكبيرة في معناها الذي نستشعره بمختلف شرائحنا كبارا وصغارا ، رجالا ونساء ، في عيدك الوطني .
ونسأل الله أن يديم عليك الأمن والأمان والإستقرار تحت كنف سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وحكومتهما الرشيدة .
0