كارثة طائرة إيل 20 التي كان على متنها 15 عسكريا روسيا في أجواء سوريا أدت إلى أزمة بين روسيا وإسرائيل، بالطبع إيران الدولة الوحيدة المستفيدة من هذه الكارثة، وإسرائيل تتهم النظام السوري المدعوم إيرانيا المسؤول عن كارثة الطائرة الروسية خصوصا وأن إيران منزعجة من التنسيق الروسي الإسرائيلي الذي لبت رغبات إسرائيل، وأبعدت الفصائل الإيرانية لمسافة تبعد بين 85 كلم و140 كلم عن الحدود مع إسرائيل، بخلاف أمريكا التي تطالب بخروج إيران بالكامل من سوريا، وهو ما ترفضه روسيا، لكن تربط أمريكا خروجها من سوريا بخروج إيران.
تلك الكارثة جعل روسيا تعلن تسليم دمشق منظومة إس 300 الصاروخية خلال أسبوعين القادرة على رصد وإصابة الأهداف على مسافة تزيد على 250 كلم، إلى جانب تزويد الدفاع السوري بأنظمة تحكم أوتوماتيكية متطورة من أجل التعرف على الطائرات الروسية، والتشويش على رادارات الطائرات الحربية في البحر المتوسط التي تهاجم مواقع داخل سوريا، فتعتبر إيران قد كسبت نقاط على حساب إسرائيل وعززت من تموضع روسيا في سوريا لكنه ليس نهاية الأمر.
كذلك الهجوم على العرض العسكري الإيراني في الأحواز جنوب غربي إيران حتى الآن لا يوجد إجماع بشأن المسؤول عن القيام بهذا الهجوم، أيضا هنا أيضا كسبت إيران نقاط إضافية لصالحها من أجل تعاطف المجتمع الإيراني معها مما جعلها توجه اللوم إلى دول الخليج رغم أن البعض يشكك في أن الهجوم عمل داخلي محض خصوصا وأن إيران تخضع لتفتيش أمني قبل أي عرض عسكري، وهناك تساؤلات لماذا لم تتعرض أي شخصية عسكرية أو دينية؟.
وهناك تساؤلات أخرى هل النظام الإيراني الذي يواجه عقوبات مشددة جدا من قبل الولايات المتحدة، وقبل ستة أشهر من هذا الهجوم كان مرتب الإيراني يساوي 600 دولار أصبح اليوم يساوي 120 دولار، ما يعني أن الشعب الإيراني سينتفض ضد الحكومة، لكن بحجة مواجهة الإرهاب ستقوم الحكومة في مواجهة أي انتفاضة شعبية تسقط النظام الإيراني، ويتضح ذلك من تصريح الرئيس حسن روحاني عندما قال هل تريدون أن تصبح إيران سوريا أخرى، وهم يرفضون أن يصبحوا سوريا أخرى لكن ليس لديهم مانع من أن تصبح المنطقة العربية كلها سوريا.
في المقابل يصرح وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بتبرير الإرهاب الإيراني في المنطقة أي المليشيات التابعة لإيران في العراق وفي لبنان وسوريا واليمن بقوله قرار اتخذناه وهو رد على مطالبة أمريكا بتفكيك المليشيات في الدول العربية.
أمريكا تربط خروجها من سوريا بخروج المليشيات التابعة لإيران، وفي لبنان حدد نتنياهو ثلاثة مواقع في بيروت لصناعة الأسلحة والصورايخ بدعم وتمويل إيراني، وهذه المواقع وسط الكثافة السكانية تتخذهم دروع بشرية، معتقدة أن إسرائيل غير قادرة على استهداف تلك المواقع، وهي رسالة أيضا من نتنياهوفي استهداف تلك المواقع، وسبق أن حذرت مرارا السعودية لبنان من استخدام دويلة حزب الله لبنان ساحة لصالح إيران لتنفيذ مشروعها تحت بند الممانعة والمقاومة ولكن حان وقت الحساب.
سبق أن تلقت إيران ضربة من المعارضة في سوريا وتعرضت لهزيمة نكراء، لكنها استعانت بروسيا،واليوم هناك ضغط من قبل المجتمع الدولي في إخراج إيران من سوريا، رغم أن روسيا أبقتها في اتفاقيات التهدئة في سوريا مجاملة من أجل أن تستخدم مليشياتها في سوريا لأنها لا تود أن تورط جنودها في سوريا حتى لا تتورط مثلما تورطت في أفغانستان، لكن تم استبعاد إيران في المحافل الدولية من شأن اتخاذ أي قرار بشأن الأزمة السورية، وحاليا رغم هيمنة المليشيات التابعة لإيران في العراق بدأ الشعب العراقي يعلن عداؤه لإيران نتيجة سلوكها العدواني تجاه العراق، ومليشياتها في اليمن تقبع في مصيدة وتتخفى في الجحور والكهوف وتجند الأطفال وتتخذ من الشعب اليمن دروع واقية لهم من ضربات التحالف القاتلة.
بدأت أمريكا تضيق الخناق على إيران، وحتى علىأوربا، فإن أوربا تلاقي مواجهة عنيفة من الولايات المتحدة بعدما هدد ترمب أوربا بعقوبات للمخالفين، وأنذرهم بأن امريكا ستستخدم نظام الدفع البنكي سويفت ومقره بروكسل إن حاولوا اختراق العقوبات على نظام طهران، بعدما فشلت دول أوربا في الحصول على استثناء لشركاتها من العقوبات الأمريكية.
رغم أن أوربا لديها وسائل بديلة للتعامل مع إيران،ولكن ليس لديها الرغبة في خسارة أمريكا، حيث شركاتها في أمريكا تحقق أرباحا تفوق الأرباح التي تحققها في إيران، خصوصا وأن ترمب استغل الجمعية العامة للأمم المتحدة في إصراره في تطبيق العقوبات على إيران، وقال ترمب أنا أعرف سيعانون، وسيعودون للتفاوض، وأنا مستعد للتفاوض، ولا أريدها مفاوضات من منطق قوة أو ضعف، بل مفاوضات تهدف للتوصل إلى حل، ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ).