أعاد التعميم الصادر من وزارة الحج والعمرة الجدل من جديد حول قرية مرضعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها والواقع بقرية الشوحطة بمركز بني السعد والتابع لمحافظة ميسان حيث أثبت بشكل غير مباشر تاريخية المكان حينما ذكرته ضمن أبرز المواقع التاريخية والأثرية التي يجب توعية المعتمرين أثناء زياراتهم لها و التي تشهد إقبالا ًوحضورا متزايدا طوال العام .
و قد ثار الجدل لأول مرة حول الموقع مع مطلع عام 2016م حينما أوفدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فريقا للقرية أكد أن مرضعة الرسول لم تعش في القرية ولا وجود لأية صلة تاريخية أو أثرية لها بالموقع !! و أكدوا أنهم لم يعثروا على شيء من الدلائل الأثرية التي يمكن الاستدلال بها على أن هذا المكان ينتمي إلى حليمة السعدية أو تلك الفترة التاريخية فلا شواهد أثرية ولا نصوص تاريخية ولا دلالات أخرى يقبلها المنطق لتأييد الرواية المحلية التي تفيد أن هذا المكان ينتمي إلى مرضعة الرسول ورأى الفريق أن هذا المكان يجب ألا يشار إليه بمسمى موقع أو مسجد أو قرية حليمة السعدية لا على الخارطة السياحية للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولا على مواقع التاريخ الإسلامي ولا على سجل مواقع الآثار ولا على أي خرائط ومكاتبات أخرى لحين استكمال الدراسات والبحوث حول الموضوع.
ورغم وجود أدلة وإثباتات وحقائق تاريخية وأثرية وشهادات لخبراء و مختصين تؤكد أن «الشوحطة» الواقعة جنوب شرق محافظة الطائف على بعد 85 كيلومترا هي قرية حليمة السعدية فضلاً أنه لم يسبق أن شكك أحد في هذه المعلومة على مدى 14 قرنا إلا أنه وقبل أن تنتهي الدراسات و قبل أن يعلن عن النتائج تم إزالة أربعة مواقع في بني سعد في فبراير 2018م ؟!
إذا كان التوسع في فقه سد الذرائع كان مبررا في وقت سابق لإزالة مواقع تاريخية واثرية فاليوم المملكة تعيش عصرا جديداً خاصة و أن هذا المكان وكما درسنا هو الذي قضى فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ طفولته حتى سن الرابعة و اليوم يشهد العديد من التعديات التي غيرت معالمه و دمرت الآثار المحيطة به.
يُذكر أن مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية بالتعاون مع مركز تاريخ مكة المكرمة قد نظم حلقة نقاشية في فبراير 2018م بعنوان : (تحديد موقع ديار بني سعد) بمقر المركز بمكة وقد شهدت نقاشات حادة وخلافات حول منازل بني سعد ؟ وما هي أصول بني سعد .. هل هم من هوازن أم من هذيل ؟
ورغم مداخلة الشريف محمد الحارثي وتأكيده على أن بني سعد يحق لهم الفخر والتنافس سواء كانوا من هوازن أم من هذيل وقدم معلومة مهمة موثقة بصكوك شرعية لفتت الأنظار عن أن ( قبيلة الثبتة من عتيبة القاطنون الآن ” السيل الكبير- قرن المنازل” تم شراؤه من ملاكه الأشراف الحرث في أوائل القرن الثالث عشر الهجري .
ختامًا
أضع هذا الموضوع لأهميته الإسلامية والتاريخية والأثرية بين يدي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني و هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة لحسم هذا الجدل الحادث و إظهار الحقائق الموثقة ودحض أي تشكيك.
يفهم القاريء من قصة ارساله صلى الله عليه وسلم لبادية بني سعد أن البادية بدو رحل يسكنون الخيام لذالك لا اعتقد انه يتم العثور على بناء اثري من الف واربعمائة عام وربما عمر المباني الحجرية هناك لايتجاوز الخمسمائة عام
من أفضل ما قرأت حول الموضوع موضوعية وحيادية، ولو نجحت يا أخ عبدالله في لفت وإعادة النظر في القضية لكان ذلك محسوبا لك ومفخرة .
منذو القدم ابتداء من الدوله العباسيه وحتى الدوله العثمانيه وهناك تشكيك وتغير فى التاريخ والمواقع التاريخيه وكل ذلك بدوافع سياسيه لطمس هويه ومعالم واثار الدوله الاسلاميه بالمدينه المنوره .
بمثل هذا الفكر تدمر آثارنا وتاريخنا ..
للاسف لم يبقى شئ نستطيع أن نفخر به ..
وعَن ابْن عمر، قَالَ: (نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن آطام الْمَدِينَة أَن تهدم) . وَفِي رِوَايَة: (لَا تهدموا الْآطَام فَإِنَّهَا زِينَة الْمَدِينَة) . وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح ..
وهذا دليل عدم هدم الآثار التي قبله فمابالك بآثاره صلى الله عليه وسلم .. وآثار البلدان دليل حضارتها ونحن نهدم حضارتنا بأيدينا حتى يأتي اليوم الذي ينكر فيه وجود حضارة لنا والسبب نحن ..
لا فض فوك مقال رائع وجميل ..
ادا كانت الجغرافيا واذاكان التاريخ لم يتفقان فى واقعة ما فان المكان والزمان لم ولن يلتقيا.
لذلك نرجوامن علماء الاطلس) الجغرافيا) وعلماء التاريخ ( الأثار) تحديد قرية مرضعة رسول الله صل الله عليه وسلم – حليمه السعديه –
هل مكان كهذا ممكن يكون مجهولا ؟ وإذا كانت الشحوطة ليست قرية السيدة حليمة السعدية فأين هي قرية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الغريب أنه وكما ذكرت في مقالكم القيم وعلى مدى 14 قرنا لم يشكك أحد في المعلومة ! فهل معلومة كهذه يمكن أن يسمح بتداولها طوال هذه المدة وهي كذب ؟!
عذراً أيها الإخوة الكرام: تحديد موقع ديار حليمة السعدية حُسم علمياً ورسمياً بجهود وتنظيم دارة الملك عبدالعزيز التاريخية وضمن مشروعها أطلس السيرة النبوية وتنظيمها لحلقة نقاش علمي لجمع من العلماء والمؤرخين والمحققين انتهى إلى أن الموقع الأقرب للصحة ولرأي أغلب الباحثين والعلماء والمحققين أنه شرق مكة وليس جنوب الطائف وتحديداً (بأوطاس)، وبنت الهيئة العامة السياحة قرارها على نتيجة جهود دارة الملك عبدالعزيز التي يُشرف عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله.