الوثيقة الرابعة عشرة:
وثيقة رقم(2/1ـ33) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19592).
العنوان: رسالة والي جدة إبراهيم باشا إلى والي مصر.
التاريخ: 1232
جهة الإصدار: والي جدة إبراهيم باشا.
الصادر إليه: والي مصر محمد علي باشا.
الترجمة (ولي نعمتي ذي المنة حضرة سيدي. قبل أيام أرسلت نحو دولتكم خليل آغا أحد الأغوات الخاصين, مع أنباء عن قلعة الرس وقرية حابرو (الخبراء) وقد أشرت إلى أنه سيتم التحرك نحو قرية بريدة. ولكن عبدالله لم يستقر في هذه القرية فلقد فرّ منها, ولذلك اتجهنا نحو عنيزة الحصينة التي جعلت الموجودين بها لحصانتها لا يسعون إلى طلب الأمان, بل تجرؤا على الحرب التي استمرت يومين وليلتين. واستعملت في المدافع حتى تضايقوا ولم يعد لديهم طاقة على التحمّل والاستمرار, فطلبوا الأمان في اليوم الثالث فمنحناه لهم واستولينا على مدافعهم وعتادهم وأخذنا منهم الرهائن. وإن شاء الله تعالى سوف نتحرك بعد يومين إلى قرية بريدة حسب التصميم. وفي اليوم الذي بعثت فيه عريضتي أرسل حجيلان شيخ بريدة رجلا يطلب الأمان’ فأشرنا إليه في الرد بأن يرسل ابنه الآن كرهينة, وإنني سوف أصل إلى هناك, فإذا أفشل حجيلان هذه للطاعة فإن وادي القصيم كله يصبح بذلك تحت سيطرتنا وخاضع لأمرنا دون وجود أي معارض لنا حيث إن حجيلان المذكور هذا له الكلمة المسموعة والقول الفصل في كل الأمور هناك.
لم نعرف حتى اليوم المكان الذي يتواجد فيه ابن سعود, وإن شاء الله تعالى حينما نصل إلى بريدة نجعل الطريق تحت سيطرتنا. كما أننا سنجعل العتاد والذخيرة في نطاق النظام المنظور لنا, وإن شاء الله تعالى سوف أتجه نحو الدرعية, وإني لألتمس من حضرة مولاي المتعال أن يبقيني مظللا بدعاء صاحب الشوكة والقدية حضرة سيدي سلطان العالم ودعائكم أنتم أجمعين. آمين.
على أنني ألتمس التفضل بسرعة إرسال جنود المشاة والمال والقنابل التي ذكرتها وطلبتها في مراسلاتي السابقة. وأن تُقرن تفضلا بقدر من الخلع والعطايا. وعدا ذلك فإن الحاجة ماسة لـ 50 جنديا و12 مدفعي ماهر مع خبير في مدفع أوبوس ومعلم في القنابل, والأمر والفرمان في هذا الصدد لسيدي.
ولي نعمتي لقد وصل من أجل معاونة ابن سعود المذكور المدد من الجنوب ومن العربان خاصة, واستقروا في المناطق القريبة من الدرعية فأفرزت بعض الخيّالة ودفعتهم لغزوهم وحاربتهم الخيّالة فئتين منهم وتغلبوا عليهم. فعادوا من حيث أتوا, بعد أن آلت أموال ودواب بدنتين منهم غنيمة في أيدي الخيّالة. وقد وصل خبير الفوز بهذه الجولة في يوم تسطير معروضي هذا, ولكن التفاصيل عن كيفية الصدام وكمية الغنائم لم تتحقق بعد. ولذلك اكتفيت الآن بهذا القدر من الإشارة ولسوف تتفضلون بالعلم بما تقرر مع حامل عريضتي هذه إسماعيل آغا الجوخدار في دائرة المرحوم “طوسون باشا” والأمر والفرمان لسيدي) أ.هـ.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ إن إبراهيم باشا أحضر معه مجموعة من الأغوات, وهؤلاء يتولون الحراسة الخاصة له, ورغم منزلتهم العالية لدى إبراهيم باشا قام بدفع مجموعة منهم في هجوم على بلدة الرس, ولكن أهل الرس الأبطال أبادوهم جميعا بالبنادق.
ـ بعدما استولى إبراهيم باشا على بلدة عنيزة المحصّنة تحصينا جيدا. توهم بأنه احتل كل منطقة القصيم’ وبهذا المفهوم يحاول أن يعزز من موقفه أمام والده من أجل أن يحظى بمكانة عاليه لديه.
ـ مع أن إبراهيم باشا يحاول أن يرفع من سمعته أمام والده, إلا أنه يستمر بطلب المدد من الذخيرة والعتاد والجنود. وهذا بلا شك يدل على ضعف موقفه في القصيم, وأن ما يردده من أن القصيم بات في قبضته غير صحيح.
ـ إن إبراهيم باشا يتحدث كثيرا عن قوة عبدالله بن سعود وأنه يتلقى المدد من العربان الموالين له من أهل نجد. بل إنه لا يشك في مستوى القوة التي يملكها عبدالله بن سعود, كما أنه يعدّ العدّة لغزو الدرعية ولكنه لا يستهين بقوتها.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس.
هذه آخر وثيقة عن حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس عام ١٢٣٢ هج
أشكركم على المتابعة.