نقاط على الحروف
أحمد المساعد
** طلع علينا أحدهم مؤخرًا بفكرة جهنمية مؤداها تعريب الكلام النبطي الذي أساء إلى اللغة العربية أيما إساءة من خلال تحطيم قواعدها، ونسف نحوها وصرفها، لولا أنها تقاوم معاول الهدم باعتبارها محفوظة بحفظ الله للذكر الحكيم، وما أسوأ أن يصفن المرء وبجانبه براد الشاي ثم يتفق ذهنه، الذي لا أود وصفه بما يستحق، عن سفسطة لسنا في حاجة إليها أملتها العزلة التي يُعاني منها، أو شيء آخر، وقد نسي أن في مجتمعنا حائط صد لا يسمح للسفسطات أن ترى النور، وأصحاب مثل هذه الطروحات الواحد منهم كمن يسعى بظلفه إلى حتفه، وقد رأينا رفض الغيورين مرات عديدة لكل من يريد التغريد خارج السرب، وإني لفي غاية الاحترام لكل من عارض الفكرة الهزيلة من باب الغير ة المحمودة على اللسان العربي الذي وصفه الله بأجمل الصفات عندما قال إن القرآن أنزل بلسان عربي مبين، ومن قبل صاحبنا طلع علينا قبل سنين أحد الكتاب أفراد الجوقة إياها باقتراح في غاية السوء دعا فيه إلى إلغاء إعراب الكلام العربي، وقد رحل إلى مصيره المحتوم قبل أن فكرته الخبيثة تموت في مهدها بينما بقي الإعراب على ما هو عليه من الثبات، وعسى أن يدرك أصحاب الرؤى السلبية ترك ما لا يعنيهم ما داموا دخلاء على التنظير وليسوا من أصحاب الاختصاص، والشاعر العربي قد فلسف مواقف المتطفلين على ما لا يحسنون من الأمور بقوله البليغ :
“إذا لم تستطع أمرًا فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع”
وقد قيل قديمًا: “أهل العقول في راحة ” !!
* الباحة