هل أصبحت العلاقة بين الزوجين أو الرجال والنساء في مجتمعنا علاقة تنافس وندية بعد أن كانت تكاملًا وتشاركًا ؟
ما الذي تغير لنسمع من تقول إنها لا تحتاج الرجل إلا لتُنجب منه ثم تتطلق منه أو تخلعه لعدم حاجتها له ؟
هل مزاولة المرأة للعمل، أي عمل وبأي منصب يغنيانيها عن الزواج والأسرة ؟
هل مبدأ المساواة الُمنادى به من البعض مقبول عقلًا وشرعًا ؟
وأخيرًا هل أصبحت الوظيفة الأهم والأشرف للمرأة وهي تربية أبنائها منقصة بعد أن كانت مفخرة وهي بلا شك كذلك ؟
الُملاحَظ في مجتمعنا تزايد حالات الطلاق لأسباب واهية بين جميع فئات المجتمع عمرًا ووضعًا اجتماعيًا وثقافيًا. ولعل أحد هذه الأسباب اختلال الفهم في العلاقة بين الزوج والزوجة ودور كل منهما في حياتهما المشتركة في مناحٍ مختلفة أتطرق هنا لأحدها.
إن من واجبات الزوج المؤكدة، إنفاقه على زوجه وأبنائه بما يضمن لهم الحياة الكريمة ضمن حدود مقدرته المادية. وإن الزوجة إن عملت فإن راتبها حق لها ليس عليها أن تنفق منه ريالاً على بيتها أو أبنائها إلا لو كانت راغبة مختارة، وهي بذلك متفضلة متكرمة. في المقابل فإن عملها خارج المنزل لا يُعفيها من واجباتها تُجاه زوجها وأبنائها إذ إن هذا هو الأصل وهو الذي عليه قوام حياة الأسرة وسعادتها. أيضًٍا ذلك لا يعني ألا يُعين الزوج زوجته في البيت فالقدوة العظمى ﷺ كان يخدم أهله ﷺ ويعينهم في البيت.
هذا القول لا يعني مطالبة الزوجات بعدم العمل بقدر ما هو دعوة لترتيب الأولويات في حياة الأسرة. فكم من زوجة عاملة تبوأت المناصب، وهي في ذات الوقت من أنجح الأمهات والزوجات. وكم من زوجة لا عمل لها، ومع ذلك فهي لا تدري عن زوج والبيت ولا أولاد. وكم من زوج لاهٍ عن زوجته وأبنائه بالعمل نهارًا، والسهر مع أصدقائه ليلًا متجاهلًا لحقوقهم غافلًا عن أحوالهم. وكل ذلك مما يدعو لإعادة النظر في أحوال العلاقة بين الأزواج وما طرأ عليها وأثر فيها.
وعودًا على بدء، يقول الحق جل وعلا:(وليس الذكر كالأنثى) ويقول جل شأنه: ( بما فضل الله بعضهم على بعض) فالرجل والأنثى متفاضلان، كلٌ بحسب الخصائص التي اختصه الله تبارك وتعالى بها، والأفضل منهما من قام بما أُوجب عليه على الوجه الأكمل، وهنا يتأكد التكامل والتعاون.
في الختام، أتمنى من الأكاديميين في مجالات الطب النفسي والاجتماعي دراسة المتغيرات الطارئة كاستخدام وسائل التواصل، ومتابعة المشاهير والصور النمطية التي يُراد ترسيخها في الوعي العام عبر هذه الوسائل وغيرها، وتأثيرات كل ذلك على المجتمع بصفة عامة والحياة الأُسرية بصفة خاصة فلربما أنقذوا بذلك بيوتًا وأسرًا على شفا التفكك والضياع وحموا المجتمع من نتائج هذه الأحداث.
ممتاز ياابارضا بارك الله فيك
الي الامام .موفق.
ابومحمد الشريف
مقال رائع ومجهود نستحق الشكر عليه وأتمنى لك التوفيق جزاك الله خير
الطلاق كحالة اجتماعية له الكثير من الأسباب، منها ما قد يكون وجيهاً ومنها ما يكون تافِهاً لا يستوجب مجرَّد النقاش وفي الاخر تقوى الله مطلب مهم في العلاقه الزوجيه