إن اختناقات السير المرورية التي تواجهنا في الشوارع والطرقات في بعض الأوقات، يقع كامل عبئها على كاهل الإدارة العامة للمرور دون أدنى مساندة ملموسة في تخفيف ذلك العبء من قبل الجهات التي لها علاقة مباشرة بأسباب تلك الاختناقات والازدحامات المرورية، والتي ينتج عنها غالبًا انعكاسات سلبية مؤثرة على شرائح كبيرة من المجتمع كالمرضى، ومصابي الحوادث، وطلاب وطالبات المدارس والجامعات، وموظفي الدوائر الحكومية، ويمتد ذلك التأثير على آليات الإنقاذ، والإطفاء، وسيارات الإسعاف، والمركبات الأمنية، وطوارئ الكهرباء وغيرها من الخدمات الطارئة؛ حيث تلاحظ العشوائية المفرطة في استخدام المكان والزمان من تلك الشوارع، والطرقات من قبل مركبات وآليات تزيد من وتيرة الاختناقات في أوقات الذروة كأوقات المدارس والجامعات حضورًا وانصرافًا، وتتمثل هذه المركبات والآليات في قطاع الخدمات العامة، والتجارة، والنقل والمصانع والتوزيع والصيانة والمقاولات وغيرها من الأنشطة .. فنجد أن تلك المركبات والآليات تستبيح المكان والزمان الذي تراه، ويحقق مرادها دون أدنى شعور بما سيترتب عليه ذلك السلوك من أعباء مكلفة وواضحة .. هنا يجب سن التعليمات المباشرة من قبل الإدارة العامة للمرور بحصر سير تلك المركبات والآليات في أوقات الحضور والانصراف للمدارس والجامعات داخل المدن والسماح لهم في الحركة قبل وبعد وبين تلك الأوقات كما هو معمول به الآن في منع الشاحنات الكبيرة من السير أو الدخول في المدن في تلك الأوقات .. وسنجد بمشيئة الله خلخلة واضحة وتفكيكًا ملموسًا لتلك الاختناقات، فأبناؤنا وبناتنا لهم حق علينا في تقدير أوقاتهم وتهيئة سبل وصولهم وانصرافهم آمنين من وإلى مدارسهم، وكما هو الحق والواجب أيضًا في ضمان وإفساح المجال في وصول مرضانا إلى مشافيهم دون إعاقة أو تعطيل.
0