لم نكد حقيقة نسطر أسمى آيات الإعجاب بالدكتور عبدالرحمن السميط – يرحمه الله تعالى – رائد العمل الإغاثي،وغيره الكثير؛ حتى تعرفنا مؤخرا على رجل من أرض الحرمين الشريفين ومن هذا الوطن المبارك سخر نفسه للعمل الخيري الإنساني على الرغم من تواجده في الميدان الإغاثي منذ عام 2001 م. وكانت فكرة المتطوع السعودي على بن قاسم الغامدي تقوم على احتضان الأيتام ورعايتهم. حيث بدأ بالاقتراض من البنوك ومن ثم تجدول الغروض على مدى 4 سنوات، ثم تجدد الغروض مرة أخرى. وهكذا حتى وصل إلى كفالة أكثر من 7 آلاف طفل ، وأكثر من 2000 أسرة، وتجاوز عدد دور الأيتام 21دارا. وآخر مشاريع الفقراء والأيتام عبارة عن عيادة طبية للعلاج المجاني والتنسيق مع متطوعين ؛ لتشغيلها. وهذا في 28 دولة هادفا في أن يتجاوز اليتيم إحساسه بافتقاده لمن يعينه، وليعتمد في الأساس على نفسه.
يقول المتطوع النبيل علي قاسم الغامدي عن مشروعه الإغاثي المتميز : ” مشروعي يستهدف الأيتام والفقراء الذين انقطعوا عن التعليم ، وتكالبت عليهم الظروف من المرض والفقر.أحاول أن أنشئ وقف يكون فيه مكان للتعليم كمدرسة، أو فصول، أو مركز تدريب مهني؛ يساعد الشخص على التعليم العلمي، أو المهني ويكون مهيأ للاعتماد على الذات. وهذا المشروع لم يتطرق له أي من الجمعيات الكبيرة أو غيرها؛ لأنهم فقط اعتمدوا على إعطاء الفقراء والأيتام الغذاء والكساء فقط. وهذا وحده لايبني الإنسان، أو يكون له مستقبل . ويكمل : وأنا بدأت الفكرة من أرض الواقع من خلال تواجدي في أفريقيا ولسنوات طويلة وجدت أن السبب الرئيس لعدم النهوض بالأيتام والفقراء وبناءهم بشكل إيجابي هو : العمل السلبي للمنظمات والهيئات .. !! وهذا يحتاج إلى تغيير كامل في منهجيتهم واستراتيجيتهم. صحيح أن الأفارقة فقراء، ولكنهم ليسو أغبياء. فقط يحتاجون من يصنع لهم نجاح ملموس .
إن على الجهات والمؤسسات الإغاثية ذات العلاقة تقديم كل يد العون، والمساعدة، والدعم لهذا المتطوع المبتغي للأجر والمثوبة فقط من المولى عز وجل . وخاصة في ظل اتباعه للطرق النظامية والقانونية المعتمدة، ومن خلال تواصله الدائم مع الممثليات الحكومية في الخارج. بل هوحقيقة حريص كل الحرص على البعد عن كل مايسوء لعمله الإغاثي القدير عبر تمسكه بأنظمة البلد المزار. وأيضا إدراكه الشخصي لكل العوائق والصعوبات المحيطة بمثل هذه الأعمال الإنسانية البحتة. مع الأخذ في الحسبان مزاحمة مؤسسات وجمعيات أجنبية ذات أهداف بعيدة، وأغراض سلبية غير صالحة لواقع العمل الإغاثي . عموما التوفيق كل التوفيق لابن هذا الوطن البار علي بن قاسم الغامدي . وهذا اسمه وفعله ويتوجب علينا جميعا الدعاء له بالتوفيق والسداد؛ على تقديم مشروعه الإغاثي الفريد بأحسن صوره .
جزاكما الله خير الجزاء