مرحلة جديدة من مراحل التطور والحداثة تعيشها المملكة حاليًا، مستندة على جملة من الخطوات الإصلاحية غير المسبوقة كطرح جديد تبنته القيادة الرشيدة، برويتها الثاقبة الطموحة التي دفعت وكالات التصنيف الدولية للإشادة بفاعلية التطورات والمبادرات في إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي.
وتتواصل المسيرة التنموية والمشروعات الاستثمارية الكبرى بسواعد بنيها الفتية، لتؤكد هذه البلاد الغالية على كل المسلمين، أنها حاضنة الأمن والأمان، فهنا مهبط الوحي، ومن هنا انطلقت الرسالة الإسلامية السمحة، وستظل بمبادراتها الرائدة والمشهودة في دعم السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، وهي قلعة شامخة برمزيتها الدينية والتاريخية والحضارية ومواقفها العروبية الأصيلة، وإسهاماتها الرائدة في خدمة الإنسانية، وستبقى كبيرة أمام كل العالم بمكانتها الراسخة في قلوب العالم من حولها.
وتؤثر المملكة العربية السعودية على النطاقين الإقليمي والدولي، وهذا أمر لا يقبل الجدل، خاصة وقد حباها الله بمقدرات تفردت بها بين دول العالم، مما يجعل تأثرها بالضغوط الخارجية من أي قوى غير وارد.
فإلى جانب احتضانها للمقدسات الإسلامية والإرث والتاريخ المجيد، هي أيضًا أكبر دولة مصدرة للنفط على مستوى العالم بأكثر من 7 ملايين برميل يوميًا، كما أنها من أغنى دول العالم ليس في مجال النفط فحسب، بل بحزمة من القدرات الاقتصادية الأخرى، والتي من أهمها إنسان هذه الأرض، فالسكان يتجاوز عددهم 33 مليون نسمة تقريبًا، بمعدل نمو يصل إلى 2.5% سنويًا، ومعظم السكان هم ضمن شريحة الشباب، مما ينبئ بمستقبل واعد لهذه الأرض الطيبة.
والاحتياطيات النفطية الضخمة تكفيها لعشرات السنين، وهذه الثروات وتأثيراتها أكدها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع بلومبيرج، حيث بيّن أن لدى المملكة مخزونًا احتياطيًا يقدر بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا دون أي استثمار، وبحسب تأكيدات وزير الطاقة فإن آخر برميل من النفط في العالم سوف يأتي من السعودية.
وتشير الإحصاءات إلى أن صادرات المملكة النفطية في العام 2017 بلغت 638.4 مليار ريال، بينما وصلت قيمة الصادرات غير النفطية إلى نحو 190.5 مليار ريال، وهذا المبلغ يحقق ارتفاعات متوالية وفقًا لرؤية 2030 الرامية لرفع نسبة الصادرات غير النفطية التي تتمثل في حزمة من الثروات والمقدرات الوطنية التي تمتلكها المملكة ولله الحمد.
على الصعيد الآخر، فإن عدد الحجاج 2.4 ملايين حاج في حج العام الماضي، فضلًا عن ملايين المعتمرين، والمملكة تصرف جزءًا كبيرًا من الميزانيات لتهيئة الأماكن المقدسة لضيوف الرحمن الذين نلمس بأنفسنا كيف يلهجون بالشكر والدعاء لقيادة بلاد الحرمين الشريفين لما يجدونه من رعاية واهتمام.
وبحمد الله، المملكة الآن هي وجهة استثمارية آمنة منافِسة دوليًّا، حيث بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر نحو 231.5 بليون دولار عام 2016.
وتشكل قيمة الاستثمار المباشر للسعودية في الخارج، نحو 8.6 في المائة من مجموع قيمة استثماراتها بنهاية عام 2017، وحققت هذه الاستثمارات عوائد قيمتها 14.3 مليار ريال في عام 2017، وتبلغ نسبة العائد من متوسط قيمة الاستثمارات المباشرة في عام 2017 نحو 5 في المائة.
هذه الثروات الضخمة تجعل المملكة قوة اقتصادية هائلة تلقي بظلال إيجابية على القطاعات السياسية والاجتماعية لها ضمن منظومة العالم، ويمتد خيرها بأيادٍ خضراء لكل بني الإنسان في مختلف أنحاء العالم، لتؤكد للجميع أنها مملكة الإنسانية والمحبة والسلام.
وأخيرًا وليس آخرًا نقول للعالم:
“كل بقدرته ومقدرته وموهبته وطاقته، وإذا بغونا لخط النار أرضنا وعرضنا من لها غيرنا يا نعيش بعزة يا نموت بكرامة وشهادة”.