بيان النائب العام السعودي حيال قضية وملابسات وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- في قنصلية بلاده بتركيا واضح وصريح، وكذلك بيان وزير العدل السعودي تجاه استقلالية القضاء، وأن الحكومة السعودية والدولة السعودية عمومًا ممثلة في مليكها وولي عهده لاترضى بالتجاوزات على أي أحد كائنًا من كان، وإن القضاء السعودي سيأخذ مجراه لتحقيق العدالة وفق الشريعة الإسلامية تجاه المقصرين مهما كانوا.
ورغم ذلك فما زال هناك قُطْرٌ عربي صغير، يمثل دويلةٌ ضحلة في طرف جزيرة العرب بحجم حي من أحياء المدن الكبرى العربية.
تقوم بتجييش الإعلام المرتزق لديها، الذي تأويه، وتنفق عليه، رغم أن كل أفراده وطاقمه الإعلامي وأدواته هم من بعض دول الشتات العربية البائسة بجوازات سفر أجنبية للارتزاق.
يقوم ذالك الإعلام المرجف وبالتعاون مع أمه الرؤوم الأناضولية الأعجمية، وعبر إعلامها الإخونجي المسيّس باستغلال قضية وفاة المواطن السعودي الذي لايعني لتلك الدويلة ولا يعني لأمها الأناضولية في شيء، بخلق زوبعة إعلامية شرسة، تكتنفها تلفيقات، وتحليلات، واستنتاجات وأحكام عشوائية وتصورات وهمية خاطئة، وأكاذيب إخبارية جائرة وملفقة، ثم القيام بنشرها عبر الصحف العالمية القائمة على التشغيل الذاتي المتمثل في أتعاب النشر المدفوع لها من قبل تلك الدويلة المغرضة الصغيرة، وكأن المواطن الخاشقجي -رحمه الله- ليس مواطنًا سعوديًا يعني المملكة بالدرجة الأولى أكثر مما يعني غيره.
ونسي أولئك المرتزقة المسعورين مع شدة حملتهم القبيحة على السعودية، وتضخيم قضية هذا الفرد السعودي الواحد، نسوا قضايا شعوب عربية وإسلامية بأكملها، في فلسطين وسوريا واليمن والعراق وقضايا عالمية هامة، وأخبار كارثية وإنسانية في معظم دول العالم.
لم يلتفتوا لكل ذلك، وأصبح حديثهم وأخبارهم وتحليلاتهم الصباحية والمسائية – منذ شهر كامل تقريبًا – عن السعودية وعن مواطنها الخاشقجي الذي وافاه الأجل المحتوم، وكأنها كارثة عالمية فريدة.
اختفت طائرة ماليزية وعلى متنها ٢٢٧ راكبا غير طاقم الملاحين، وهي في رحلة مدنية بين كوالالامبور وبكين ولم تضخم قضيتها بهذا الشكل.
قتلت صحفية بلغارية حسناء اسمها فيكتوريا مارينوفا، ذات الـ 30 عامًا!
وأظهر التشريح الأولي الذي أُجري لجثمانها حقيقة تعرضها للاغتصاب ثم القتل عن طريق الخنق، علما بأنها كانت تباشر عملها الاستقصائي في تحقيق متعلق بقضية فساد حول توجيه أموال أوروبية لمجموعة من كبار رجال الأعمال، وقد عُثر على جثمانها في حديقة على ضفاف النهر في روسيا شمال بلغاريا، ولم يتعد كونه خبرًا لدى بعض الصحف العالمية.
قتلت الناشطة السورية المعارضة عروبة بركات (60 عامًا) وابنتها الصحافية هالة بركات (22 عامًا) في منزلهما في منطقة أوسكودار في اسطنبول الآسيوية، ولم يصعد الموضوع ولم ينفخ فيه، ومازاد عن كونه خبرًا من الأخبار.
وغير ذالك الكثير من الحوادث الدولية التي تحدث سنويًا في كل دول العالم، ولايزيد كل ذلك عن كونه خبرًا تتناقله الصحافة المحلية والعالمية، ثم ينتهي دون تجييش ولا تهويل.
فلماذا كل هذه الحملة المسعورة على السعودية بالذات وفي هذا الوقت من أجل مواطن سعودي اتفق أو اختلف مع دولته ؟!
إن كل ذلك الهجوم والتجييش العالمي ماهو إلا تآمرًا وحربًا إعلامية خسيسة على المملكة العربية السعودية، كونها دولة عربية عظمى، وقفت في وجه المد الإيراني الصفوي، بعد أن هيمن ذلك المد البشع على خمس دول عربية (الأحواز، العراق، سوريا، لبنان، اليمن)، ولكونها قبلة المسلمين القاطنين في جميع قارات العالم، ولكونها قلب العالمين (العربي والإسلامي)، رائدة قائدة آمنة مستقرة، راسية الحكم، متحدة الشعب، حكيمة القيادة، لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي مؤثر في العالم بأجمعه، ثم محاولة الكسب والابتزاز من بعض الدول الكبرى باسم هذه القضية لأبعاد سياسية أو اقتصادية.
هذا هو السبب الحقيقي لتلك الحملات الإعلامية المسعورة على المملكة العربية السعودية.
لكن نقول لكل الناعقين المرجفين الآفاقين الذين ينعقون صباح مساء بأصواتهم البشعة، وكلماتهم البذيئة من خلال قنواتهم التعيسة نقول لهم:
موتوا بغيظكم، شاهت وجوهكم، وخبتم وخسرتم وخسئتم أيها المرتزقة الآفاقين.
فالمملكة العربية السعودية دولة عربية عظمى لاتأبه بنعيقكم، ولا تلتفت لمهاتراتكم، ولا لتحليلاتكم الجوفاء ولا يهمها دعواتكم الظالمة، ولا مؤامراتكم الخبيثة.
السعودية لاتركع ولاتخضع إلا لرب العالمين، ولا تخشى إلا الله، تستقي أوامرها وتشريعاتها من دستورها
(كتاب ربها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم). لايخيفها التهويل ولا يؤثر فيها الإرجاف والتخوين، ولا التهديد من أي كائن كان.
هي دولة ذات سيادة، وقيادة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى (السعودية ليست دولة موز ) ولادويلة ارتزاق.
السعودية تسير على الحق ومع الحق -إن شاء الله تعالى- دائمًا وأبدًا لاتحيد عنه ولاتبتغي سواه، متوكلة على الله رب العالمين، لايضرها من خذلها أو تآمر عليها، أو وقف ضد نبلها وأصالتها.
السعودية شعبها وفي ونبيل، واعٍ بأحداث العالم ودهاليزه المظلمة.
شعبٌ صلبٌ بصلابة صخور جبال بلاده، متحدٌ باتحاد أراضيها الشاسعة، ملتفٌ حول قيادته التفاف السوار بالمعصم الشديد المنيع.
ولاؤهم لقيادتهم.
وانتماؤهم لوطنهم.
وعبادتهم لربهم، ممتثلين تجاه مبغضيهم قوله تعالى:
(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
صدق الله العظيم.
حفظ الله الوطن. وحفظ قيادته. وحفظ شعبه.
بيض الله وجهك يادكتور وفيت وكفيت وتكلمت بلسان كل مواطن سعودي أصيل فلله درك .