من الأشد خطرًا:
من يخون الوطن من الخارج؟
أو من يخونه من الداخل؟
ولطرح الموضوع لا بد من معرفة مصطلحي الموضوع:
خيانة الوطن من الخارج غالبًا ما تكون من المعارضين السياسيين المدعومين ماليًا وإعلاميًا، ويتم احتضانهم من دولة أخرى إما معادية لوطن أولئك المعارضين أو لأبعاد سياسية أخرى.
وأمثلة هذا النوع متنوع المشارب ومتعدد المنحى كاللاجئين السياسيين مثل من نسمع عنهم: ( كالمسعري والدوسري ….) أو حاقدين من غير أبناء الوطن كالإخوان الإسلاميين وما نتج عنهم من دواعش وتكفيريين ….أو فئة المستأجرين ممن همّهم جمع المال وتلفيق المقال، وكلما زاد لؤمه زاد عطاؤه.
وقناة الجزيرة إدارة وتمويلًا وهيئة إعلان، ممن باع مهنيته: كونها مثالًا حيًا لهذه الزمرة.
أما الخيانة من الداخل فهم فئات:
منهم من احترف بسرقة المال واستحلال خيرات الوطن ونهب مدخراته، يظهر ما لا يبطن تجاه وطنه، وهو كما يقال يبلع ولا يشبع إما في مناقصات أو أراضٍ أو تحايلات أخرى.
ومما يُسمع ويلاحظ عن هذه الفئة بأنها ذات سلطة وجاه أو حظي بخطوة إلى ولي الأمر، والمصيبة من وثق فيهم ولي الأمر وحصلوا على هيئة أو وضع يتيح لهم الجرأة على كل ما تقع عليه اليد أو تراه العين أو يصل إليهم عن طريق سماسرة أراضي ليستفيدوا من نفوذهم ويتاجرون بصلاحياتهم لامتلاك كل ما يمكن امتلاكه بأي طريقة، بل البعض يشتت الأنظار عنه، بتسجيل بعض ما يملك بأسماء الأقارب، ومن يثق في ولائه.
أما الفئة الأخرى فهم: من اتخذ الدين مركبًا، والخطاب الدعوي منهجًا، وزرع الفتنة بين أطياف المجتمع سبيلًا. فيمارسون في أدوارهم: قذف من يختلفون معه مسميات علماء السلطان، ويعارضون بالتشكيك في اجتهادات فقهية هي في الأصل مواضع خلاف أو زرع فتنة بين مذاهب متوارثة ومتآلفة.
وللوصول إلى من هو الأكثر خطرًا على الوطن نضع المقارنة بين الفئتين:
فالأولى زمرتها إما من أبناء نفس الوطن أو مستأجرين، تمويلهم من اقتصاد بلد آخر خصص جزءًا من دخله نتيجة حسد من ساسته أو حقد دفين موروث أو نوايا عقائدية وطائفية كمثل(قطر، وإيران).
سلاحهم خطط يعملون عليها في الليل والنهار للتفرقة: بين أطياف المجتمع، أوالتشكيك في اس لحمته، وزرع الحقد والضغائن بين تكتلاته…. إما بالكلمة، أو بالأفراد المشحونين بخططهم لتنفيذ عمليات إجرامية باستهداف موارد اقتصادية أو أفراد أمنية، أو مدنية ذوي شأن، وغير ذلك مما هو معلوم ومشاع.
وعلاج هذا الخطر تارة بالمدافعة المالية، وأخرى بأهمية الحنكة السياسية، وقد يكون الحل باستخدام قوة الردع القتالية.
أما الفئة الثانية فزمرتها من أبناء الوطن القاطنين به .
بعضًا منهم موثوق به في القرار السياسي لما يظهره لولاة الأمر من تودد، وهو في الأصل يبطن العداء للوطن، وغلا في قلبه على ولاة الأمر. تربت أنفسهم على لؤم الطباع، وخبث التفكير وضعف المعتقد أو يكونوا ضعاف الأنفس تم استنباتهم وزراعتهم بين أطياف المجتمع.
والبعض منهم: يعتبر مواطنًا عاديًا تولى منصب عمل يتيح له إمكانية الاختلاس بعدة طرق لتحقيق ثروة لضعف نفس، وتقليد متبع نتيجة ضعف وازعه الإيماني.
فعودًا على بدأ فأي الخطرين أشد على الوطن.
الأولى هي شبيهة بحية رقطاء، كلما سنحت لها الفرصة ستلدغ دون رحمة فمن يمت فلا هم لها، ومن فُجع فذلك أحد مبتغاها، ومن خشي منها فتلك من أحلامها.
أما الثانية فسأفصح عن رأيي الشخصي هي أشد خطرًا من الأولى على الوطن للمبررات التالية:
# ضررها على اقتصاد الوطن وهدر موارده.
# ينتج عن ممارساتها تعطيل مشاريع الدولة، وتقتات من ميزانياتها، وتقلل من جودتها لكي تنهب ما يمكن عمله.
# فئة منها تزود عملاء خارج الوطن؛ لتنفيذ مخططاته من مدخرات الوطن وعلى أمنه ومواطنيه.
# تستميل ضعاف النفوس وذوي الاحتجاجات والمناشدات الإصلاحية، لقربها منهم وتفسد بمال الوطن ابن الوطن.
# أما فئة النفث في المعتقد والاصطياد العقائدي، فهذه مصيبة المصائب على وحدة وقوة المجتمع.
فكل الممارسون من خونة الوطن بالداخل مستترون في نهجهم مثلهم كمثل دابة الأرض التي عملت دهرًا لقرض عصى موسى عليه السلام حتى اختلت قوة العصى.
ووجه الشبه هنا الوطن (موسى) ودابة الأرض (خونة الوطن)، والعصى (مجتمع الوطن واقتصاده).
فإن لم يتم معالجتهم بالقضاء والإبادة، وليس بالمكافحة. فالخطر سيبقى ما بين توالد، وتكاثر، وممارسة، واستكانة، وتقوقع خلال المكافحة، ثم ظهور متى سنحت لهم الفرصة.
وختامًا نقول وطننا المملكة العربية السعودية متحد العقيدة، قوي التركيبة، صلب الوقفة، مترابط التكوين، متسع المساحة، شديد الوطأة على من جابهه من الخارج.
ومن الشواهد الحية وقفته الشجاعة في قضية خاشقجي.
أما من الداخل فلا نزال بحاجة إلى آليات وإحصاءات ووضوح إجراءات.
وهذه ليست معجزات على من نذر نفسه خدمة لوطن المقدسات ودينه ومجتمعه وحدوده.
حفظ الله لوطننا وحدته ولولاة أمره سنده ولمواطنيه تلاحمه.
فعلى الله الاتكال، وبه الاستعانة وإليه الملجأ ومنه النصر.