في هذه الأيام ننعم – بفضل الله تعالى – في وطننا الغالي بهطول أمطار الخير والبركة على مناطق متعددة، نسعد فيها بالأجواء الجميلة والممتعة ونفرح معها جميعًا برحمة الله التي منّ بها على العباد، إذْ كانت منطقة مكة المكرمة من المناطق التي نبهت هيئة الأرصاد بغزارة هطول الأمطار عليها في تقاريرها اليومية، وحذرت كذلك مديرية الدفاع المدني من مخاطر الأودية والسيول..إلا أنه مع هذه التنبيهات والتحذيرات وقعت حوادث بسبب مغامرات المراهقين أو بسبب الطيش، وقلة الوعي والجهل، وكانت العواقب وخيمة ومؤلمة.
والمؤسف إذا كان وقوع هذه الحوادث بسبب إهمال مسؤول أو ضعف أداء مؤسسة أو بسبب أخطاء متخصص، فتكون الأمطار وسيلة سهلة لكشف القناع عن فساد مشروعات كلفت الدولة ملايين الريالات.
بالأمس تباشر أهالي (المريفق)، وهي إحدى قرى جنوب الطائف بمحافظة ميسان بالأمطار التي هطلت بغزارة، وسالت على إثرها الأودية، لكنهم باتوا في الظلام الدامس بسبب سقوط أعمدة الكهرباء التي جرفتها سيول الأودية؛ لأن شركة الكهرباء غرستها في بطن الوادي.. وكادت أن تتسبب في كارثة فيما لو وقعت كيابل الكهرباء على المنازل المجاورة.
ونحن نهيب بمسؤولي شركة الكهرباء بفتح تحقيق عاجل فيما حدث لمحاسبة الجهة التي خططت لزرع أعمدة الكهرباء في الأودية الكبيرة غير مبالية بالخطورة المتوقعة جراء انحدار السيول.
كما نأمل منهم تكوين لجان لزيارة جميع القرى الواقعة على الأودية لإزالة أعمدة الكهرباء المزروعة في ممر السيول، وتغيير مسارها حسب خطة هندسية تكفل سلامتها من خطر السيول.
كما أننا نشكر مركز الدفاع المدني بمحافظة ميسان على سرعة تحركه، واهتمامه، وحرصه للوقوف على الحدث، وحسن تعامله مع الموقف الذي أعطى الجميع الاطمئنان والأمان.
