يبدو لي أن أغلب الجماهير الرياضية في مكة المكرمة كانت أول تطلعاتها في الانتماء الرياضي هي لنادي الوحدة العميد الكروي المفترض، ولكن نظرا لتكرار الهزائم ومن ثم السقوط بطبيعة الحال إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وماتلى ذلك من صعود وهبوط وعدم استقرار إداري بعد أفضل الإدارات الوحداوية عهد إدارةعبدالله عريف – يرحمه الله – ؛ تحولت معظمها في انتماءتها إلى تشجيع الأندية الرياضية وخاصة الأقرب نادي الأهلي والاتحاد ومن ثم الأبعد نادي الهلال والنصر وغيرها من الأندية ومنهم كاتب هذه السطور. وإن كان التحول هذا أغلبه تحول ظاهري على أمل عودة الفريق إلى منصات التتويج ولكن طال الانتظار فأصبح الانتماء دائم. وانتقلت الانتماءات فيما بعد إلى جيل الأبناء . فالإحباط وبلا شك سبب كل هذا التحول الاضطراري في الميول الوحداوية.
وحاليا وفي هذا الموسم الرياضي الحالي شهد النادي المكي العريق تحولا جذريا وخاصة في مجال كرة القدم متمثلا في الفريق الأول لكرة القدم بفضل اهتمام ودعم معالي المستشار رئيس هيئة الرياضة والشباب من حيث تواجد مدرب ولاعبين على مستوى عال، فضلا عن تهيئة معسكر مثالي للفريق، بالإضافة إلى توفير وسيلة نقل مريحة، مع إعادة تأهيل ملعب مدينة الملك عبدالعزيز أو كما يحلو لمحبيه تسميته بملعب النار، وغيرها من الإمكانيات المقدمة فأصبح الفريق ينافس على المراكز الأولى وبمستوى فني مقنع حتى الآن . وأصبح لاينقص الفريق الأول لكرة القدم إلا التوفيق والحظ. وما نأمله أن يكون في مقدمة الفرق فضلا عن تحقيق بطولة تليق بتأريخ الكيان في ظل إدارة شابة وطموحة ترجو تحقيق آمال أهل مكة قريبا.
إن على الجماهير الوحداوية المهاجرة المبادرة العاجلة في العودة للعشق الوحداوي القديم.. ” فما الحب إلا الحبيب الأولي ” فما حقيقة الانتماء لأندية أخرى إلا بسبب الخسارات المتلاحقة سابقا، والتي يبدو أنها ذهبت مع الماضي، وستكون الأيام المقبلة -بمشيئة الله تعالى- عودة للأفراح الوحداوية الغائبة ، وعودة للنغمة الجماهيرية الأصيلة ” وحدة مايغلبها غلاب ” وهذا مانتوقعه في القريب. ومن المفرح حقيقة وجود مجموعة من شباب مكة المكرمة أرادوا المساهمة الصادقة بالوقوف إلى جانب النادي بجميع ألعابه وفي مختلف الظروف ومنهم على سبيل المثال فقط لا الحصر ” مجموعة المدرج الوحداوي “، ” وملتقى العشاق الوحداوي ” . دعواتنا للفريق الوحداوي خطف الأنظار في هذا الموسم، وفي كل المواسم الرياضية القادمة. فالفرسان على قدر الرهان إن شاء الله تعالى.