أحمد حلبي

رحيل شيخ الصحفيين

ياغائبًا في الثرى تبلى محاسنه 

الله يوليك غفرانا وإحسانًا 

تذكرت هذا البيت وأنا أقرأ خبر وفاة الأستاذ عبدالله عمر خياط ـ رحمه الله ـ، الذي بدأ حياته الصحفية بمكة المكرمة مع رفيق دربه الأستاذ/ عبدالله جفري ـ رحمه الله ـ، وكان لي شرف الالتقاء به في بداياتي الصحفية بالعزيزة جريدة النـدوة، أثناء زيارته لابن عمه الأستاذ فوزي خياط ـ رحمه الله ـ الذي كان حينها مديرًا للتحرير، وكلما التقيت بالأستاذ عبدالله خياط ـ رحمه الله ـ أتعلم منه شيئًا جديدًا، وحينما وكلفت  بإجراء لقاء معه، وجدت نفسي عاجزًا عن كتابة الأسئلة، فمن أين أبدأ؟ ، وما هي الأسئلة التي يمكنني طرحها ؟ 

ولم يكن أمامي حينها سوى العودة لأرشيف مقالاته، ووقتها لم يكن هناك نت ولا جوجل، فبحثت بأرشيف الصحف، حتى عثرت على مجموعة من مقالاته ـ رحمه الله ـ فاستخرجت منها أسئلتي، وكان من بينها سؤال كتبته ولا زال معلقًا بذهني يقول: “ماذا يعني لك شطر البيت القائل أنا منصت يا ليلتي فتكلمي، الذي جعلته عنوانًا لأحد مقالاتك”، وحينما طرحت عليه هذا السؤال، تغيرت ملامحه ـ رحمه الله ـ وعدل من جلسته، ورد بقول هادئ ” غدًا ستعرف أن الصحفي النزيه لا يشترى، والقيمة الحقيقية للقلم ليست في سعره، بل فيما يدون”. 

وقد تأكد لي ذلك، فلم يكن ـ رحمه الله ـ باحثًا عن مال يجنيه، فرغم علاقاته الجيدة مع العديد من مسؤولي الدولة ورجال الأعمال، إلا أنه لم يوظفها  لصالحه، ويسعى للتعاقد معهم لتأمين مطبوعاتهم، فقد كان ـ رحمه الله ـ يرى أن الصحفي الحقيقي هو من يوظف قلمه وفكره لخدمة المجتمع، لذلك لم يقل يومًا لمسؤول أو رجل أعمال أنا مالك  لمطابع سحر، فتعاقدوا معنا لتأمين مطبوعاتكم. 

رحم الله الأستاذ عبدالله عمر خياط، الذي قضى عمره في خدمة مجتمعه، ناقلًا بقلمه وفكره احتياجات المجتمع ومعاناته.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button