وأنا أشاهد كل هذا الضجيج العالمي حول حادثة الصحفي جمال خاشقجي، تمنيت أن يحصل صحفيو اليمن الذين في سجون الحوثي على ربع ما حصل عليه خاشقجي من تضامن وتعاطف.
وتساءلت لماذا لم يهتم المتضامنون مع خاشقجي بما يحدث لصحفيي اليمن ؟
أليس صحفيو اليمن من المختطفين من قبل ميليشيات الحوثي والمعذبين في سجونها هم بشر ولهم حقوق إنسانية، ويجب أن تتاح لهم حرية الكلمة والرأي والعيش بكرامة ؟
مئات من صحفيي اليمن يعيشون خلف قضبان سجون الحوثي، ويلاقون أشد أصناف التعذيب، ولم يلتفت لهم أحد ولا يستنكر الموقف الأممي ما يحدث لهم.
من خلال هذا الموقف، فهمت أن المتعاطفين والمتضامنين مع خاشفجي والمتهمين لطرف بمقتله، هم أنفسهم من يقف وراء ما حدث لخاشقجي، فتلك مكيدة قاموا بها لتوريط طرف معين، ثم ملأوا الدنيا ضجيجًا وذرفوا دموع التماسيح.
المتعاطف مع الصحافة وحرية الرأي، سيتعاطف مع كل صحفي، وسيدين أي تعسفات تحدث لأي صحفي أيٍ كان.
أما أن تتعاطف مع صحفي واحد ولا يهمك المئات من الصحفيين، فهذا تعاطف كاذب أو تعاطف له هدف آخر.
ما يحدث لصحفيي اليمن في سجون الحوثي لهو أمر واضح وليس مبهمًا، الحوثي هو العدو الظاهر، والمعروف، والمجرم الذي يقترف أسوأ المعاملات والتنكيل بهم.
فأين التعاطف الأممي والاستنكار الغربي مما يفعله الحوثي بصحفيي اليمن ؟!
امنحونا قليلًا مما منحتوه لخاشقجي يا هؤلاء، أم أنكم لا تهمتون إلا بالقضايا ذات السيناريوهات المكشوفة كقضية خاشقجي.