في المتغيرات الدولية، وسياسة العولمة، وضجيج الأخبار المتلاحقة، والتحليلات الإعلامية العبثية والمهنية، تختلط الكثير من الأمور لدى العامة وحتى عند بعض المثقفين، فتصبح صورة الحقيقة مشوشة ومشوهة بشكل مؤسف ومقلق.
والمتابع لما يدور في زحمة الحملات الإعلامية والسياسية الغربية ضد السعودية في قضية الكاتب خاشقجي _رحمه الله _ يلحظ هذا الضجيج والتشويش الظاهر، ولست بصدد كشف الوجه الحقيقي للقضية برمتها، فهذه تحتاج إلى أكثر من قلم وتحليل من متخصصين مهنيين ومستقلين أعرف مني بالسياسة والإعلام، فأنا مجرد متابع في قلمي قطرة حبر، لكن أشير إلى بعض أوجع القبح في التعاطي الإعلامي الغربي أو أكتفي بطرح بعض الأسئلة، ومن خلالها يظهر بصيص نور في عتمة كبيرة.
يعد الإعلامي اللامع جمال خاشقجي ظاهرة إعلامية كبيرة، ولايخفى تاريخه في الكتابة والإعلام، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل تم استدراجه واستغلال قضية خروجه من السعودية من قبل الإعلام الغربي لخدمة أهداف معادية للسعودية ؟
وهل تم استثمار قلمه ليكون ناقدًا لاذعًا لسياسة الدولة ورؤية 2030 بالأخص لأهداف تبدو جميلة وهي غاية في القبح؟!
سياسة الاستغلال الغربي والصيد في الماء العكر لعبة قديمة، وهي تبرز بشكل ظاهر في الإعلام الغربي، وفي سياسات الغرب الحديثة لاحظ استغلال قضية كداعش والقاعدة ضدنا رغم أن التمويل لهما وغيرهما من قواعد الإرهاب غربي بالأصالة، ويكفينا اعتراف هيلاري كلينتون بالصوت والصورة بالدعم الأمريكي لداعش.
إذا فمن الذي استدرج شبابًا أغرار في عمر الزهور للانضمام لجماعات العنف والإرهاب في الشرق الأوسط بالأخص، ثم استغل الظاهرة بلصق صفة الارهاب والعنف بالسعودية ومناهجها التعليمية …
وقس على ذلك كثير من الغثاء الاعلامي الغربي الذي خصص حملاته لتشويه منهج الاعتدال السعودي، ووصمه بكثير من التشويه، بل والتشويه المتعمد لصورته منذ فترة طويلة صحيح هناك أخطاء عندنا كأي دولة في العالم وصورة السعودية ليست ناصعة البياض، ولكن الغيوم التي تحجب الشمس تنقشع بالتصحيح والتجديد المستمر الذي لا يقف في وجهه إلا لعبة الإعلام الغربي القديمة، لتمرير أهداف وأغراض وسياسات عليا مشبوهة وابتزاز جديد، يضاف لأساليب كثيرة ومعقدة، وتخفى على كثيرين، لاحظ كيف يتم استدراج الشباب السعودي للانضمام للمعارضة في الخارج، ودعمها وتمويلها بشكل سري وتوجيهها لتكون أداة هدم في البيت الوطني السعودي، وبشكل مستمر ومقنن ومدروس في دوائر إعلامية لخدمة سياسة غربية خبيثة في دهاليز الإعلام الخفية التي تخفى على شباب قليل الثقافة ضعيف البصيرة والرشد، ومن المؤسف أنه لم يجد ترشيدًا وحضنًا دافئًا في بيئة أصبحت طاردة بعض الشيء في ظل ظروف اقتصادية كبيرة وضغوط اجتماعية، لم يعد الشباب السعودي يحتملها ومن ثم يتم استغلاله واستدراجه لخدمة سياسات غربية مقيتة ومعادية.
إن لعبة الإعلام والسياسة الغربية لعبة الاستدراج والاستغلال ثم الابتزاز لم تعد تخفى ولاينبغي أن تنطلي على شباب الوطن، كما انطلت على الكاتب خاشقجي، وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة في الموقف السعودي على الشباب أن يعرف أننا في مخاض سياسي عربي وغربي جديد يكون مغلفًا بدعايات مغرضة وسياسات معادية وإعلام متغول لتمرير فوضى خلاقة تمهد الطريق لتقسيم الوطن العربي والتطبيع التام مع العدو الصهيوني، والتكالب على وليمة النفط لخدمة مصالح عبرية وغربية مشتركة.
فقل كلمتك الوطنية .. وامش …