لم تشهد مكة المكرمة منذ سنوات مثل هذه الموجة التي أحدثت حالة جوية صاحبها أمطار غزيرة ومتوسطة وسيول جارفة، وفي حين أن (المكاويين) مبتهجون بنعمة الغيث إلا أنهم في صباح الخميس الماضي أصيبوا بالخوف من خطر السيول على أبنائهم، حينما هطلت الأمطار وهم كانوا منتظمين بمدارسهم.. فجاءوا يتتبعون فلذات أكبادهم تسابقهم مشاعر الرحمة والمحبة مع شوارع فاضت بها بالسيول؛ ليقتادوهم من بين يدي المعلمين تحت مظلة الاطمئنان إلى المنازل بعد أن اتخذت المدارس الإجراءات النظامية التي حالت دون خروج الطلاب مع أولياء أمورهم قبل نهاية الدوام الرسمي..وما بقي بالمدارس من الطلاب إلا من فقد أباه أو ذلك الذي عاش في شتات بين أبوين منفصلين أومن أغلق ولي أمره سبل التواصل معه في وجه المتصلين.
وكانت وزارة التعليم قد أعلنت سحب صلاحيات تعليق الدراسة من إدارات التعليم وقيادات المدارسة لتتولى شؤون اتخاذ قرارات التعليق إذ إنه لا يتعدى حدود الطلاب حين توقع المخاطر دون أن يشمل الهيئة التعليمية والإدارية، وقُوبل هذا التخصيص باستهجان من المعلمين والإداريين مستغربين إلزامهم بالدوام في تلك الأجواء بمدارس خالية من التعليم، والذي أثار استياءهم هو أن إنسانية الحرص من وقوع المخاطر في ذيل قائمة الاهتمام.
ومما استطلعناه يوم الخميس إبان هطول الأمطار بمكة المكرمة أو في مناطق أخرى، وما تبعها من تداعيات مؤلمة نعتقد أنه بسبب عدم انضباط التعليق؛ لذا نقترح أن تفويض وزارة التعليم صلاحيات تعليق الدراسة للجهات المختصة كالدفاع المدني أو إمارات المناطق…أو أي جهة أخرى مختصة، وأن يشمل تعليق الدراسة جميع العاملين بالمدارس حتى لا يحدث ما لم نحسب عواقبه، وبه تخرج بذلك الوزارة من حرج الاجتهادات غير المحسوبة التي تقع فيها بعض إدارات التعليم والمكاتب التابعة لها أو بعض قيادات المدارس؛ إذ إن قادة المدارس في ذلك اليوم وقعوا في دوامة ارتباك وقلق وضغوط، فهناك من قرر استدعاء أولياء الأمور برسائل نصية لاستلام أبنائهم، والآخر اتخذ قرار صرف الطلاب…أما من قرار إغلاق الأبواب على الطلاب داخل فصولهم بلا معلمين فما سلم الطلاب من الأذى وبعض السلوكيات الخاطئة.
وكلنّا يعلم أن مباني تعليم مكة المكرمة اكتظت بالطلاب لأسباب متعددة من أهمها إزالة بعض المدارس التي تقع في نطاق المشروعات القائمة، وكذلك لأن إدارة تعليم مكة المكرمة تجتهد في أعمال التخلص من المباني المستأجرة…فأُذيب عدد من المباني المستأجرة وضُمّ طلابها إلى مبانٍ حكومية…فأصبح أعداد الطلاب أكبر من الطاقة الاستيعابية للمدارس. إذ إن الأعداد وصل في بعض المدارس إلى ألف طالب، وهذا يشكل عبأً كبيرًا على إدارة المدرسة حال وقوع المخاطر لأن إدارة مثل هذه الأعداد الهائلة بحاجة إلى كوادر مدربة ومتخصصة، ويحتاج إلى مبانٍ مهيئة ومستعدة للمحافظة على سلامة وأمن أبنائنا الطلاب وجميع منسوبي المدارس، وربما كان ذلك ضمن أسباب تشتت وتخبط قرارات قادة بعض مدارس البنين أو مدارس البنات.
ونحنُ في هذا المقام نعزي – بألم – أسرتي الطالبين اللذين فقدناهما في وادي بني عمير حين خرجا من المدرسة أثناء الأمطار فحاصرتهما السيول، وانهارت بهما التربة فغرقا في الوادي -رحمهما الله- وأسكنهما فسيح جناته.
لكن يا معالي الوزير ما كنا – والله- في هذه الظروف المناخية بحاجة إلى يوم تعليمي نبحث فيه عن الانضباط وتكون نهايته مراسم عزاء، وما كنا بحاجة هذا اليوم الذي تفطرت منه أكباد، ونزفت فيه المآقي سواء كان ذلك بقرار خاطئ من إدارة مدرسة أو سوء تقدير من إدارة التعليم أو انشغال وزارة التعليم.
ورغم علمنا التام ويقيننا الخالص أنه قضاء الله وقدره ونؤمن به، لكن علينا أن نأخذ بعين الاهتمام والحرص الوقاية
والاحتراز لسلامة الأرواح قبل وقوع المخاطر.
انا اؤيد اقتراحك اخي فايز سلامة الارواح اهم من كل شي الحصص الدراسية ملحوق عليها يمكن تعويضها لكن الارواح كيف تعوض .
والمفروض كل امير منطقة ومدير عام تعليم ومدير ادارة تعليم محافظة يكون لديه كامل الصلاحيات في تعليق الدراسة فهم الاعرف بحالة الطقس ومخاطر السيول في مناطقهم ومحافظاتهم والاحرص على ابنائهم . ولاتكون حصراً على الوزارة
اخى فايز
بعض المدارس صرفت الطلاب بسبب التماس وانقطاع الكهرباء والبعض الاخر بسبب ظروف المبانى المستأجره وهكذا تم تعليق الدراسه دون الرجوع الى التعليم للحفاظ على سلامة الطلاب .
اما خروج الطالبات من المدارس فحدث ولا خرج من معاناة أولياء الامور لاخذ بناتهن بتصريح بطاقة الاخوال المدنيه بمعنى أن ظروف المبانى واولياء الامور هكذا تم تعليق الدراسه للطلاب والطالبات
( لابأس ان نخطئ ولكن العيب ان يتكرر نفس الخطا)
فارجوا ان يتم تعليق الدراسه للجميع بنأ على تعليمات هيئة الارصاد ولقد قيل فى الامثال ( اعطى القوس باريه )
صدقت تعليم مكة سبب لنا ازمه في مدارس البنات كنا مانعرف كيف نسوي المطر ينزل و المدرسة فوضى والمعلمات ما يدخلون الحصه وخفنا عليهم من اعمدة الكهربه في الخارج الله المستعان
صحبح ان اقدار الله قبل كل شي ولكن من الاخذ بالاسباب عدم الاستمرار في مركزية القرار وتجاهل مساوئه وما وفاة الطالبين في مكه قبل ايام قليله جراء السيول الا خير مثال لفشل مركزية قرار التعليق
اقتراح جميل نؤيده بشده
كيف يخلونا نداوم و الدراسة معلقة مسافات طويلة جدًا نقطعها عشان نوقع و نرجع حرام هذي المعاناة و المشكلة يقولون عندنا اعمال و زي كذا و الله انهم ما صدقوا لكن عشان المقال رائع و يشكر عليه الكاتب