لست ضليعة بالأمور السياسية، ولكني شغوفة بمتابعة أحداثها والقراءة عن دهاليزها، وآخر ما كنت أتصوره أن أجد نفسي أكتب مقالة سياسية..
إلا أنني الآن وأنا أشاهد مؤامرة تُنسج بخيوط الكذب والافتراء (قضية المرحوم جمال خاشقجي)؛ لتستهدف مجد مملكتنا العظيمة، المملكة العربية السعودية، لم أجد نفسي إلا وقلمي يكتب دفاعًا عن هذا الوطن الغالي.
بداية هل تذكرون أبشع قضية إنسانية شهدها القرن الواحد والعشرون؟؟
فوالله ثم والله إن العين لتدمع وإن القلب يعتصر ألمًا على ذلك المشهد الشنيع الذي راح ضحيته مئات الأطفال السوريين الأبرياء عندما قُصف بهم السلاح الكيماوي!!
أي غفوة أصابت الإعلام الغربي عن أكبر مأساة إنسانية؟؟ لماذا لم يرتفع صوتهم وقتها؟؟ بينما اليوم عندما ارتبط الأمر بصحافي سعودي تجدهم يقرعون الطبول ويتراقصون على أنغام الأزمة التي تمر بها السعودية.
جميعنا يعلم أن السلطة السياسية لاتخلو من الصراعات التي يوازيها حدوث أزمات، والتي إن حدثت فربما لن تكون وليدة الساعة، بل سُبق وإن خُطط للبعض منها بوقت كاف وعبر تكنيك عال، وهذا ما حدث بالفعل حين تدافعت العديد من وسائل الإعلام الغربية والدولية لتوجيه الاتهامات للسعودية حول قضية جمال خاشقجي، ولم تنتظر الانتهاء من التحقيقات أو الاستناد إلى أي مصادر رسمية، وكأن الأزمة “جنازة وتشبع فيها لطم” فما قامت به تلك القنوات الغربية والعربية المعادية للسعودية هو بمثابة حملة شرسة على المستويين الإعلامي والسياسي، في مشهد واضح يقول إن هذا الاعلام الخارجي يعمل لصالح أهداف سياسية تريد ابتزاز وتدمير السعودية العظمى التي تسعى لتنمية مشروع نهضتها ومواصلة إنجازاتها المتعددة.
في التعامل مع الأزمات، ليس المهم ما حدث، ولكن المهم ما يعتقد الناس أنه حدث، وهنا يأتي دور “إعلام الأزمات” وهو.. في رأيي.. أشد ما كان ينقصنا للتصدي والدفاع عن أي لغط وشائعات تحاول المساس بأمن وطننا أو تشويه صورته، وهو أمر مهم يتطلب على الفور صناعة قنوات فضائية سعودية تخاطب العالم بأهم اللغات العالمية على أيدي إعلاميين مؤهلين ومدربين عالميين يحتضنون المواهب السعودية الشابة وما أكثرهم، خاصة من خريجي المؤسسات والكليات الإعلامية وكذلك الذين يعملون في صحف ورقية وإلكترونية، ليجتهدوا بالدفاع عن قضايا وطنهم ويخبروا العالم عن تاريخ المملكة المجيد وإنجازاتها المتوالية فيظهروا أمام الملأ في هكذا أزمات بلغات مختلفة وفي قنوات متعددة تخاطب العالم بالمعرفة المتسلحة بالبصيرة وإجادة قراءة ما بين السطور قبل وبعد الحدث، وأيضًا من أجل تغيير الصورة النمطية عن السعودية لدى البعض حول العالم، فمنهم لا يزال يردد بأنها دولة الخيام والجِمال، ولا تملك سوى عقول رجعية متسلطة تتغذى على الإجرام والإرهاب..
يقول المفكر الاقتصادى والمدير المالى العالمى الدكتور محمد العريان: «كلما كانت هناك أزمة، توجد هناك فرص»، ولكننا بلا شك ودون تردد لن نسمح لأعداء الوطن من تسخير تلك الفرص لخدش وزعزعة أمننا واستقرارنا، فلا صمت ولا حياد لمن يستهدفك يا أعظم وطن.