المقالات

تعليق الدراسة

لازلت أذكر هذا العنوان البرّاق عن عجِز المختصين وأولياء الأمور، عن تفسير ظاهرة الفرح العارمة لدى الطلاب والطالبات عند إعلان تعليق الدراسة في المملكة بسبب ظروف الأحوال الجوية.

وتتباين الثقافة والهمة والإيجابية بين شريحتين؛ شريحة الطلاب هنا في المملكة، وشريحة الطلاب في الولايات المتحدة الأمريكية كمثال، ومشهد وقف عليه أحد أولياء الأمور السعوديين عند خبر إعلان تعليق الدراسة.

في نشرة إلكترونية لفت انتباهي هذه المقارنة من أحد المبتعثين؛ حيث قال  المواطن المبتعث برفقة عائلته إلى مدينة “نيوجيرسي” الأمريكية: “إن ذاكرته تختزن مشهد الطلاب في السعودية، وهم يتسامرون أمام قناة “الإخبارية” عند هطول الأمطار الغزيرة أو هبوب الرياح والأعاصير العاتية وموجات الغبار، ينتظرون إعلان تعليق الدراسة ليوم واحد فقط. وبمجرد الإعلان تنطلق زغاريد الفرح، ويبقوْن في الشوارع والمطاعم حتى الصباح؛ على الرغم من أن التعليق جاء للحفاظ على الأرواح.

 وأضاف المواطن: في أمريكا يتم أحيانًا وقف الدراسة بسبب الثلوج أو الرياح التي تشلّ الحياة بشكل عام، وشاهدت الطلاب؛ وخاصة الأطفال يبكون من تعليق الدراسة لقوة الارتباط العاطفي بينهم وبين المدرسة، وهي ثقافة شكّلها البيت، والمدرسة، والمجتمع.

وعَزَى تربويون سبب ظاهرة الفرح والترقب لدينا إلى أن ذلك يعود للتعبئة “التحطيمية”، التي تنشأ داخل البيوت ووسائل التواصل الاجتماعي، وزرع ثقافة الغياب والنوم وقلة الإنتاجية؛ في المقابل يدافع أولياء الأمور عن أبنائهم؛ مشيرين إلى أن الجفاف العاطفي بين الطالب والمدرسة، والبيئة المدرسية الطاردة هما السبب في فرحة الغياب وترقب “الغبار” علّه يَنتج بسببه تعليق الدراسة.

وفي ذات السياق ينشط فكاهيون مع كل مناسبة جوية، وأثناء ترقب الإعلان عن التعليق أو استمرار الدراسة في إنتاج أفكار طريفة، وهو دليل على أن ثقافة التعليق ثقافة رأي عام، فتبدأ الطرائف والرسوم الكاريكاتيرية المصاحبة للحدث في الانتشار.

نعود لتعليق الدراسة وهنأ ادعو وزارة التعليم للنظر في قرار تعليق الدراسة بشكله الآخير، فربطه بالوزارة في قراره النهائي نوع من المركزية مع سعة مساحة المملكة بل وتفتح الوزارة بذلك باب تحملها للمسؤولية الكاملة لو حدث اي مكروه لاسمح الله*
*ولعل الطريقة السابقة المعمول بها أفضل بكثير، فعندما كانت الصلاحية بيد إدارات التعليم لم تستخدمها إلا للضرورة فقط ولم نجد مبالغات في استخدامها فقرار التعليق ليس بيد جهة واحده بل جهات تجتمع حسب التوقعات، وتتخذ القرار عند الحاجة وفي النهاية صدقت التوقعات أم لا فلا يجب تحميلها عواقب حرصها المقدم على نتائج طقس تم الاحتياط له عند إتخاذ القرار

إن اكبر مايواجه قادة المدارس بنين وبنات ويشكل عبئاً ثقيلا هو الطلاب والطالبات وحتى لو لم يحدث تعليق للدراسة وسقطت الأمطار هل من المعقول أن لا يتحمل قادة المدارس بنين وبنات مسؤولياتهم فيسارعون بإخراج الطلاب قبل الموعد الطبيعي للإنصراف أو قدوم ولي الأمر بنفسه!ولو فرضنا استمرت الأمطار وكانت عائق في وصول ولي أمر الطالب يجب على المدارس تقبل هذا الوضع واستمرار فريق الحالات الطارئة حتى مغادرة آخر طالب وطالبه بسلام

ادعو قادة المدارس لتجنب ضغوط بعض المعلمين في التعجيل بصرف الطلاب مهما كانت المدرسة وموقعها واعداد فريق للحالات الطارئة بحيث لا يقل عن نصف عدد كادر المدرسة يلتزمون بالبقاء حتى خروج آخر طالب وطالبه من المدرسة بسلام بصحبة ولي أمره

هذا الفريق لو بقي الي ساعات متأخرة من الليل يكون له مميزات مقابل عمله هذا

كما يجب توعية الطلاب والطالبات وبث التطمينات للجميع أن المطر متوقع وانت على مقاعد الدراسة فلا تقلق فلن نغادر قبل خروج آخر طالب وطالبه منكم بسلام

كما ادعو وزارة التعليم لرفع حظر حمل الجوال في موسم الشتاء والسماح للطلاب والطالبات بحمل الجوال المخصص للإتصال فقط دون أي ربط بالإنترنت لكثرة إشكالاته التي لاتخفي على أحد “أبو كشاف” تلافيا لاشكالات الجوالات المتصلة باستمرار مع اشتراط إذن مسبق من إدارة المدرسة لأي طالب بحمله إذا كان مطابق للمواصفات المحددة لغرض الاتصال الهاتفي فقط دون كاميرات تصوير ولا شبكة انترنت ونحوه ولوقامت وزارة التعليم بالاتفاق مع أحد الشركات الصانعه لصناعة جوال بمواصفات تربوية ويباع فقط في مقاصف المدارس بسعر خاص ودخله للمدرسة سيكون له أثر جميل بين الطالب والمدرسة

Related Articles

2 Comments

  1. لا نستطيع المقارنة بين الحالة هنا وما أشرت له أخي محفوظ في أمريكا ربما لعدة أسباب أهمها حالة المدارس المستأجرة عندنا وظروفها المعدّة للسكن بمواصفات خاصة وحتى بعض الحكومية في الوقت الذي بنى الطرق هنا دون قوة السيول الجارفة التي لا تصريف لها يحمي مرتادي الطرق وما نشاهده من الأمطار وحوادث الطرق وانهيارات الصخور يدمي القلب والضحايا يؤلموننا وبالتالي فالمثالية قد لا تتحقق في مثل هذه الظروف التي تستوجب تعليق الدراسة وأنا مع من كتب بأن تكون قرارات التعليق بيد جهات أخرى غير التعليم ليتم الحسم قبل وقوع الحوادث .

    1. يمكن تلخيص المقال في التقاط الجميلة التالية
      *?دعوة وزارة التعليم للبعد عن المركزية في قرار تعليق الدراسة والعودة للنظام السابق أو سوف تتحمل كامل المسؤولية لو حدث اي مكروه لاسمح الله*

      *?إدارات التعليم لم تستخدم تعليق الدراسة إلا بالتفاهم مع جهات أخرى فإذا لم تنجح توقعات الطقس فلا يجب تحميلها عواقب حرصها المقدم*

      *?ادعو وزارة التعليم للسماح للطلاب والطالبات بحمل جوال خاص بمواصفات خاصة ويمكن الإتفاق مع شركة صانعه بمواصفات تعطل تواصله بالنت أو التصوير ويباع حتى بالمقصف المدرسي ودخله يعود للمدرسة*

      *?قادة المدارس يحملون هم كبير حال تساقط الأمطار…ولا يمكن تصور قيام قادة المدارس بصرف الطلاب وقت المطر فلو استمر المطر حتى ساعات متأخرة وتعثر حضور ولي الأمر للمدرسة فالحل تشكيل لجنة الطوارئ من خيرة المعلمين والمعلمات في كل مدرسة شعارها البقاء حتى مغادرة آخر طالب وطالبه بسلام ومنحهم مزايا*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button