إلى ‘بنت’ جني…
رغيفُكِ.. فاستميتي فيه جوعا
ولا تأسيْ.. فقد ألفَ الدموعا
لقمحِ جروحه بذَرَ الصبايا
وأشعلهنّ -كالذكرى- شموعاً
و زمّــل قلبهُ وطناً وغنّى
كما ‘الشهوان’ بكّـاءً خَشوعا
تموتُ الأنبياءُ لعلّ فيها
خيالاً ‘معجزَ’ النجوى.. يسوعا
ويرنو العاشقون لكل حُلْمٍ
يداعِبُهم.. ويقتلهم هجوعا
لكِ الأزلُ المعتّقُ فاسكنيهِ
ليَنبتَ حظُه العاصي ضلوعا
وتسكنه الخرافة كيف ولّى
يدندِنُها تعاويذاً سجوعا
يُقبِّل كل كفٍّ لا تراهُ
كما الفانين مقداماً هلوعا
ويشربُ من زلالِ الغيبِ حتى
تلقّنه المتاهاتُ الخنوعا
بمفردهِ يعضّ على الأماني
بمفردهِ.. تغادرهُ .. جموعا
تراوده الحروبُ إذا استثيرتْ
وتـَلبسَـه حمائمُها دروعا
ويعلمُ أن دنيا الناسِ وهـمٌ
ووهمُ الناسِ يجعلهُ نَـزوعا
يُحبكِ .. غير أن العمرَ لغـزٌ
يُـربّــيـه -كثعبانٍ- قنوعـا
لتفـاحِ الحياةِ يدوخُ موتــاً
هو الموعودُ أن يعرى.. يجوعا