جاء في الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة (رضي الله عنه) أفضلية التبكير إلى صلاة الجمعة، مشيرًا أن من يأتي في الساعة الأخيرة يكون كمن قدّم بيضة.
والمتأمل في واقع حال جوامعنا اليوم فلا يكاد يخلو مصلوها من قدومهم في وقتٍ متأخر، وربما بعد دخول الإمام.
وعلى هذا فكم ياترى من أطباق البيض المقدمة من أولئك الذين أتوا في تكاسل وتباطؤ ولسان حالهم يقول: عادة يجب القيام بها إلا عند من رحم الله.
ولو سُئل الكثيرون عن الخطبة وماذا تطرقت إليه لوجدت المجيبون قلة، فكلٌ كما يقال (على همه سرا).
ولعل رتابة الخطيب والخطب التقليدية التي تعودنا عليها، وعدم استخدام التقنية الحديثة في جذب انتباه المأمومين دورٌ في ذلك، وإن كان الملاحظ منذ فترة ليست بالبعيدة وجود تحول في موضوعات الخطب إذ أصبحت تلامس الواقع كالمواطنة، والدعوة إلى السلام، ونبذ الفرقة واحترام المقدرات والمكتسبات العامة، وغيرها من الموضوعات التي كانت تفتقر إليها منابرنا.
كما أن التحول الكبير لوزارة الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد، والنقلة النوعية لها، وماقامت به من تنظيمات جديدة لضبط وتقنين، ومراقبة الخطاب الديني جعل البون شاسعًا بين الأمس واليوم.
والحلم أن نجد مساجدنا في الوقت القريب تتحول إلى مراكز إسلامية واجتماعية وفق تنظيم يحقق للمسجد دوره الريادي الديني والاجتماعي خلاف ماهو عليه الحال الآن من الاقتصار على الصلوات أو حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
أتفق … ففي ماليزيا غدا المسجد ساحة عرس وقاعة عقد زفاف لسكان الحي عوضا عن الصرف والبذخ الحالي والتكاليف الباهضة مما آدى الى العزوف!!