انتقل الخال العزيز مجحود بن سعيد الزهراني إلى رحمة الله عن عمر يناهز الـ100 عام، وبوفاته فقدنا عميد الأسرة، بل علمًا من أعلام قرية الصفح. لقد آلمنا فراقه ومزّق الحزن قلوبنا. ولكن لا اعتراض على ما أراده الله عز وجل، ولا نقول إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
لقد فقدنا رمزًا من رموز القرية، وقامة سامقة من قامات قبيلة بالخزمر في الكرم، والسماحة، والوفاء، والشهامة، وطيبة النفس، وحب أعمال الخير. لقد اشتهر -رحمه الله- بصفة خاصة بحرصه على صلة الأرحام؛ حيث كان متفانيًا في مواصلتهم، وتجديد العهد بهم، وتلمس أوضاعهم، وقضاء ما قد يحتاجون إليه رغم بعد المسافة أحيانًا. وواظب على ذلك حتى أثناء مرضه، وكان يبذل في ذلك أكثر مما يطيق بدنيًا وماديًا حتى إنه أرهق نفسه وأتعبها.
كما اشتهر بحبه لإكرام الضيف وسعادته بذلك حتى أصبح بهاتين الفضيلتين مضربًا للأمثال. لقد فقدناه أبًا عطوفًا، كما فقدناه رمزًا للشهامة والإباء وعزة النفس وكل فضائل الأعمال. ونظرًا لما عودنا عليه من رعاية، أصبحنا نحن أبناؤه وأحفاده وأقرباؤه نشعر باليتم بعد وفاته، رغم أن بعضنا قد خط الشيب عارضه.
نعم: لقد أتعبت من بعدك يا أبا سعيد، فكيف نستطيع أن نقتفي بعض آثارك وفضائل أعمالك…وعزاؤنا فيك أنك أنجبت أبناء بررة حازوا من جميع فضائلك نصيبًا وافرًا. رحمك الله ياأبا سعيد، وجمعنا بك في مستقر رحمته.
ابنك اللواء د.صالح بن فارس الزهراني
عضو مجلس الشورى سابقًا