المقالات

ذكرياتي مع الإخوان

لايزال يرن في أذني نشيد (أخي أنت حر بتلك القيود)، ولازلت أذكر كتاب “معالم في الطريق” لسيد قطب الذي وجدته ضمن مكتبة المعهد العلمي في عام 1401 هجرية، كنت سجلت في معهد المدينة العلمي ولا أشك بأني دهشت لنشاط الإخوان المدرسي في المسرح الكبير للمعهد من مسرحيات وأناشيد.

وسر الذهول النقلة الكبيرة بين التعليم الرتيب والممل في مراحل الدراسة الأولى التي لا تخلو من جمود وعنف، حتى إنني لم أنسَ عراكًا بين مدرس ووالد أحد الطلبة الذي شكى للمدير عنف المدرس بضرب ابنه وخنقه وقتها، ساد جو من الرعب والكآبة في المدرسة، فبالطبع يدهش الطفل بالنقلة الكبيرة بين هذا الجو الكئيب، وجو المناهج الجديدة، وأساتذة مميزون بخلق وعلم ونشاط مدرسي مبهج.

في الثانوي، كانت قد ظهرت أمامي بوضوح التيارات الإسلامية في المعهد إخوان، صوفية، سلفيون، بفضل المتابعة والقراءة والاطلاع، صعقت حين وقع في يدي كتاب عن التنظيم السري لجماعة الإخوان بمصر لهول المعلومات وخطورتها، ذات يوم ذهبت لأسترد كتابًا من أحد الطلبة تفاجأت بعشرين طالبًا ذعروا بوجودي أمام باب غرفة الطالب، فقلت استمروا في اللقاء لست وحشًا.

عتبت على الطالب فيما بعد، وقلت إن دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت واضحة كالشمس، ولم تكن سرية واستغلال الأطفال بهذا الشكل ليس من الدين في شيء. 

لا أنسى سؤال أحد الطلبة النابهين للمدرس في الصف:

يُقال إنك إخواني، فجاوب المدرس بدبلوماسيته المعهودة:

إذا كنت إخوانيًا، فهذا شرف لي وليس بمعيب ؟!

السؤال الذي يتردد في ذهني، ولم أكن يومًا منتميًا لغير الوطن. 

إذا كان هناك تنظيم إخواني في السعودية، فهل هناك تنظيمات أخرى وطنية وقومية وليبرالية في السعودية سؤال ينتظر الإجابة ؟؟

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button