سلمان الشهري

خدماتنا ورسائل الليل

إشعار العميل بصدور الفاتورة سواء من الكهرباء أو المياه أو شركات الاتصالات، وغيرها من الجهات الخاصة أو الحكومية عبر الرسائل النصية شرٌ لا بد منه.

لكنني أتعجب كل العجب، وأستغرب من التأخر الثقافي لتلك الجهات في تعاملها مع العميل من حيث صياغة الرسائل والتلطف في انتقاء العبارات، غير أن هذا وذاك يهون أمام اختيار الوقت المناسب لإرسالها.

وأتساءل لماذا لا تختار سِوى آخر الليل، الوقت الذي ينزل فيه ملك الملوك -عز وجل- إلى السماء الدنيا وفيه القائمون القانتون والمستغفرون بالأسحار، وفيه من غفت عيناه بعد أن أضناه السهر من الهم أو المرض أو الوصب والنصب، لتوقظهم تلك الرسائل الكئيبة ولم يعلموا بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قد تعوذ من طارق الليل إلا طارق يطرق بخير.

وأي خير في تلك الرسائل المرجفة للقلوب، المعكرة للمزاج، المؤرقة والطاردة للنوم، بما تحمله من مطالبات مالية الله أعلم بحال أصحابها.

فهلاّ أدركت تلك الجهات الوقت المناسب لبعث رسائلها وانتقاء أرق العبارات، ولكن كما يقال: (كل إناء بما فيه ينضح).

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button