مسلسلات تاريخية إسلامية بنكهات أفرنجية !!

#الصحفي_المتجول

من يتابع بعض المسلسلات التي نسميها تاريخية يلمس بأن فيها العديد من الأخطاء الجسيمة – تصل بعضها إلى حد تشويه الحقائق، وخصوصًا فيما يتعلق بتلك المسلسلات الإسلامية – فمن ناحية المظهر، وخصوصًا الملابس التي يظهر بها الممثلون والممثلات فإنها لاتتفق مع التاريخ الذي وقعت فيه تلك الأحداث – حيث يظهر الممثل والممثلة وهما يرتديان أفخم الملابس، بل إن بعضها من ماركات عالمية تم صناعتها وتصميمها في أرقى دور الملابس العالمية في باريس، ولندن، وجنيف، وبالنسبة للممثلات اللواتي يؤدين أدوار النساء في ذلك الوقت –  نشاهدهن وهن يظهرن وقد ارتدين ملابس تُحاكي عارضات الأزياء، وقد (تلطخت) وجوههن بأطنان من المساحيق والماكياج – وكأنهن حضرن توًا من صالون تجميل نسائي ولينافسن (الست هيفاء وهبي أو نانسي عجرم)…هذا عدا ظهورهن وهن يرتدين أفخم الحلى والجواهر والساعات السويسرية، وهنا يفترض أن يراعي منتجو تلك المسلسلات نوعية الملابس التي كانت سائدة في ذلك الوقت حسب أحداث كل مسلسل والزمان الذي وقعت فيه أحداثها، والاستعانة بخبراء ومتخصصي التاريخ الإسلامي في هذه المسألة حتى لاتحدث متناقضات، كما هو الحال حاليًا وكأن الممثلات اللواتي يؤدين أدوارًا من التاريخ القديم يقمن بعرض أزياء في إحدى صالات أوروبا ولاعلاقة لهن بالأحداث القديمة !

 والأمر الثاني والمهم هو أن سيناريو وأسلوب طرح تلك المسلسلات التاريخية الإسلامية يوجد فيه تشويه لصورة الإسلام الحنيف؛ لأنه وحسب أحداث المسلسل يدعو للعنف، وسفك الدماء، والضرب بالسيوف، والحراب مثل: ورود عبارات تنص على القتال، وقطع الرؤوس، وسفك الدماء، وتشجيع السحل في الشوارع، ومهاجمة القرى، وقتل النساء، والشيوخ، والأطفال فيها، ويساوي بين تاريخ الإسلام الخالد وممارسات داعش الحالية من خلال ورود هذه العبارات الدموية، وتظهر الأبطال المسلمين؛ وكأنهم وحوش كاسرة متعطشة للقتل والدماء، وكان المفروض أن تكون تلك المسلسلات بغير هذا الطرح والأسلوب العنيف، وأن تظهر صورة الإسلام الحقيقية، والتي تدعو للتسامح، وترسيخ السلم، والسلام، وليس العنف، والقتل، والدمار، والله المستعان.