عبدالرحمن الأحمدي

سمير عطالله .. والرواسم

مازلت أبدي إعجابي المتواصل بالكاتب القدير في صحيفة الشرق الأوسط الأستاذ سمير عطا الله ؛ لما يملكه من فكر عال ، ومن قلم رشيق، وأسلوب راق . يتمثل في الطرح الجذاب ، وبإقناع جميل جدا دون شد أو نكلف، وحقيقة حين تبدأ بقراءة المقال لا تجد أية صعوبة تذكر في فهمه من أول كلمة إلى آخر كلمة؛ وهذا كله نظير التجربة الملئية بالخبرة، والممتزجة بالمواقف الحياتية المتعددة هنا وهناك. فلم تكن بدايته الصحفية بتلك السهولة المأمولة.. بل كانت محاطة بالظروف الصعبة والتي تتطلب الجهد والمثابرة؛ للارتقاء بمستوى الأداء الشخصي أولا في الأعمال الصحفية من تحقيقات موسعة، وتقارير موثقة ومن مصادرها الأولى . عموما لو تحدثنا عن هذه الشخصية الفذة ؛ لا احتجنا الكثير من الجمل والأسطر .

وفي مقاله يوم الأحد الماضي يتحدث كاتبنا القدير في عموده آخر الصفحة عن موضوع تحت عنوان الرواسم وهي كما ذكر وباختصار شديد عبارةعن: تعابير ومصطلحات مكرر استخدامها كثيرا في استعمالتنا الكتابية وتعرف بمايسمى: بالرواسم.وهي ترجمة لكلمة “كليشيه” الفرنسية وتعني: الأختام. هذا غير مايعرف باللزمة وهي عبارة عن : كلمة يحبذ الكاتب استخدامها في كتاباته دائما ومن الممكن أن تكون في حياته أيضا . فأصبحت ملتصقة به تماما. وحقيقة صدق الكاتب فيما ذهب إليه من تكرار استخدام بعض الكلمات وأخص هنا الكتاب المحليين في الصحف والمجلات.. فكثيرا مانسمع أمثلة أو حكم أو أبيات شعر يكثر تداولها في الكتابات الصحفية فعلى سبيل المثال نقرأ باستمرار مقولة “لكل حادثة حديث” “ولكل مقام مقال” أو بيت الشعر العربي المستهلك بكثرة.. “….لكن لاحياة لمن تنادي” وغيرها.

إن على أصحاب القلم من الكتاب والكاتبات وبطبيعة الحال صاحب هذا المقال الخروج المفترض من هذا الطوق الاختياري والذي قد يجلب صراحة بعض الملل للقراء والمتابعين؛ بالبعد عن الجمل والعبارات الدائمة الاستعمال، والإتجاه إلى استعمال الجديد أو غير المتداول من الحكمة، والشعر، والكلمات الملئية بالتجربة والفائدة عند الشروع في كتابة المقالات اليومية أو الأسبوعية. وحتى نعطي للمقال الجمال اللائق به، وخاصة إذا اكتمل مع قوة الموضوع المطروح للقارئ . وبمناسبة موضوع المقال أرجو من بعض الإخوة الكتاب وخاصة من الأكاديميبن أن يفصلون بين الكتابة داخل السور الجامعي، وبين الكتابة على أعمدة الصحف فلكل مناسبة كتابة خاصة في محتواها. أما أنت ياكاتبنا القدير سمير عطا الله فلازلنا ننهل من فكرك الجميل، ونتعلم من أسلوبك المتميز، ونأمل أن نصل معك إلى الكمال المنشود في الصحافة العربية. فمثلك يحتذى به.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button