نقاط على الحروف
** كتبت عن بلدة بني كبير في الصحف حتى ظن البعض بأني إقليمي أو مناطقي، لأني أحمل هم تقدمها ضمن منظومة سائر مناطق وبلدات الوطن التي ترعاها الدولة، أعني أن على المستنيرين من أبناء البلدة الذين يختزنون أفكارًا وطنية يمكن أن تؤازر جهود الدولة من خلال تبني ترجمة الانتماء إلى ممارسات مخلصة، نشعر معها أننا نقدم خدمة ما في نطاق الممكن والمتاح بعيدًا عن الأنانية والأغراض الشخصية التي تحكمت في تنمية الوطن بأسره، ونحن على يقين من أن الدولة تبارك أية خطوة من أجل تصحيح مسار المواطنة الحقة، وكان هاجسي بعد ما استقر بي المقام في منطقة الباحة قبل نصف قرن أن أضطلع ببعض النشاطات لولا أني كنت كصالح في ثمود، حيث تكالبت علي الإحباطات بعد ما فكرت في إصدار مطبوعة من المنطقة، واخترت بعض أجهزة دار الغامدي للطباعة التي تساعد على ذلك، لكن الإحباطات كانت أقوى مني ..
ما علينا .. إنني أدعو في هذه الكلمة إلى طلب ترخيص من الجهة ذات العلاقة لإنشاء مجلس أهلي يسهم في خدمة بلدة بني كبير على غرار ما هو قائم في مدن وبلدات أخرى في أرجاء الوطن، وأول ما يبدأ به المجلس هو تنقية أفكار الناس من تمسكهم بالعادات التي تجاوزها الزمن وأصبحت من أحاديث الأمس، وتنمية قدرات المجتمع نحو نبذ النعرات القبلية والقروية ونسيان ما كان يحدث حتى بين قرى البلدة الواحدة، بل إن القرية الواحدة أحيانًا تشتعل فيها النعرات في ما بين أهلها بمن فيهم الأقرباء والجيران، وذلك ما يتنافى مع منهج الدين الحنيف، وقد آن الأوان لأن نستوعب رؤية ولاة الأمر فيما ننادي به وسوف نجد التشجيع من الجهات الرسمية ذات العلاقة، وكل ما في الأمر أن يعي أبناء البلدة هذه الرؤية التي تجعل الفرد يتنكر لذاته أمام حقوق بلدته؛ لأن ذلك يعني الجهد المشروع من أجل خير المجموع .. فهل من مدكر ؟!
* الباحة