هناك صراع حاصل وقائم ومحتدم في شخصية الشاب العربي وأيضًا الناشئ، صراع أسميته (صراع قيم) في المقام الأول؛ لأنه تسبب في تناقض في شخصية ذلك الشاب، وقد لا أبالغ أن ذكرت بأنه سبب من ضمن الأسباب الرئيسية في اهتزاز ثقة ذلك الشاب بنفسه، فهل يستسلم الشاب لموجة الصراعات تلك؟
(صراع القيم الوافدة من مقتضيات المجتمع المقتبسة من الجانب الآخر من العالم وبين القيم الموروثة سلفًا المتبينة في صورة الإنسان العربي قديمًا)،
فهناك من يرى ويتبنى مبدأ أن هذه القيم الوافدة تتدخل ضمن فكر التغريب ومحو هوية الإنسان العربي، وعلى النقيض تمامًا فإن هناك من يرى بأن هذا الفكر مدخل للعلم والانفتاح للعالم الآخر، ومواكبة التطور واللحاق بمركب التقدم.
(هذا ما قصدته تمامًا هذه التناقضات أدت بلا شك لزعزعة وتباين واضح في الشاب العربي، فتراه مشتتًا فكريًا بين أن يكون عربيًا صافيًا أو يكون متبنيًا لمبدأ أن التطور هناك في الجانب الآخر).
فتبين لي بأن هذا الصراع هو أن تكون ذلك أو ذاك لا يمكن أن تجمع بين الحسنيين أن تكون عربيًا محافظًا على القيم الموروثة والمنفتح على العالم الآخر بالعلم واستقطاب للأفكار الهادفة التقدمية.
فسؤال هنا لماذا خلقنا هذا الصراع؟ الذي بدأ صغيرًا إلى أن كبر وأصبح سببًا رئيسيًا في تأخرنا والتعقيد، فكثرت الخلافات والصراعات لدينا ليس لها مثيل في العالم، ففي جميع الأمم المتقدمة لديها قابلية للاستقبال الأفكار الهادفة، والبدء من حيث انتهى الآخرون والاستفادة من التجارب، وخلق تجارب جديدة، لا يمكن لمجتمعات المتقدمة أن تصدر فقط الأفكار الهدامة، بل على العكس تود في تبادل الخبرات والأفكار مع الحفاظ على الإرث، وخصوصية البلد بفكره ومنهجه.
(نعم لابد أن نحافظ على الموروث، ونفتخر به، ونقدمه للعالم كفكر ونؤثر به على الجميع فتاريخنا مليء بالإنجازات العظيمة، والقيم لدينا له رونق وبريق ونستطيع به أن نجلب الجميع من خلاله وليس العكس)،
وهذا لن يحدث إلا لو أمنا نحن بذلك.
الله يوفقك