المقالات

دموع التماسيح !!

قلم رصاص

مصطلح الربيع العربي هو المسمار الأخير في نعش البلدان العربية؛ حيث المؤامرات كانت تُحاك منذُ زمن بعيد ونحن “ياغافل لك الله”.

حينها بدأ الخراب والدمار يصول ويجول بعباءته السوداء في المحيط العربي على أيدي أبنائه يلتهم الأخضر واليابس، ويحرق الحرث والنسل، ويُسقط الدولة تلو الأخرى، بعد أن وجد هذا الربيع ثُلة من الأخونج وخونة ومرتزقة العرب، من بعض الدول الصُغرى التي تشبه زوارق البحر الصغيرة المُعلقة بالبواخر الكبرى، وهو ما ساهم بشكل أو بآخر من نجاح مخططهم.

كانت الأبواق الغربية تقف مع هذا الربيع البائس  بكل ما أوتوا من قوة ودعم، بدواعي الحرية وحقوق الإنسان.

‏لم يستوعب هذا الدرس القاسي من هذه الشعوب المكلومة إلا من اكتوى بنار التشرد والهجرة وتدهور الأوضاع الاقتصادية وتفكك المجتمعات وانعدام الأمن وكثرة الصراعات؛ حتى تحوّل هذا الربيع المُزيف إلى شتاء وحشي طويل الأمد.

وأصبح الكثير منهم بعد هذا كله ينادي بملء فيه “زخارف الربيع أساس الألم”، اليوم انقلب السحر على الساحر؛ حيث أضحت العاصمة الفرنسية تعجّ بالاحتجاجات والمظاهرات من أصحاب السترات الصفراء، وهو نتاج طبيعي لتلك الديمقراطية التي طالما وضعوها شماعة على الغير.

اليوم لم نسمع تلك الأصوات الناعقة في الغرب وهي تطالب ماكرون بضبط النفس، ولم نشاهد الخنزيرة في بث مباشر على مدار الساعة من باريس ؟!

هؤلاء ومن هم على شاكلتهم من دول الغرب يرون أن أوطانهم غالية عليهم، ولم يُريدوا الفوضى الخلاّقة في بلدانهم، بينما يروها حقًا مشروعًا في عالمنا العربي.

كانت مطالبهم ومناشدتهم للغير بعدم قمع المتظاهرين، واليوم تحولت السترات الصفراء في باريس إلى سترات سوداء من شدة القمع والسحب والسحل على الأرض، اعتقلوا الآلاف وكأنهم من هذا براء !

‏يقول أحدهم: لا أشمت ولكن يعجبني الزمن عندما يدور !!

حافظوا على أوطانكم، واجعلوها ناصعة لا تُدنسها أنامل العابثين.

مشعل الحارثي

إخصائي نفسي ومستشار علاج الإدمان

Related Articles

One Comment

  1. يعطيك الف عافيه على هذا المقال الجميل وتجسيد الواقع المحزن للامه العربيه
    للامام اطال الله في عمرك ..

    حفظك الله…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button