العلوم من العادات القديمة في منطقة الباحة، والتي لاتزال متداولة ومستعملة في كثير من القرى والأرياف؛ حيث إن الضيف القادم من سفر أو مكان بعيد، أو الغريب أوعابر السبيل يجب عليه أن يقوم بسرد العِلوم لمضيفه.
ويتضح من بداية العلم المكان الذي قدم منه الضيف بعد أن يأذن له المستقبل بقوله:
(أسلم وحياك الله)
ثم يبدأ الضيف في سرد العلم قائلًا: (علومنا خير)، وعند سماع هذه الجملة ينصت الجميع، ومن العيب مقاطعة المتكلم الذي يبدأ قائلاً:
علومنا خير وهُدى وصلى الله على النبي المصطفى.
أما من يم الديار، والأعلام، والأخبار، فعلمها عند الواحد القهّار، أرضنا غُبره وعندالله الشبره، البيت أخضر، والوادي أغبر، والله عليمٌ بذلك واخبر، الولد لوالده فتين والماء يجحده الطين، والخصماء ما يستبقون على الدِين، صفّة آخر الزمان، حِماهم فيض، ورِحمهم غيض، هروجهم فلط، وقروشهم زلط، أما من يم الأسواق، فسوق شُرى يعلّم عن جميع القُرى، حكومتنا سارّه قارّه، ومن حكم نفسه فما عليه حاكم، أما من يم الحلال، فهي مثل المحال، وأثمانها خيال، الثور الطيب بأربعة قروش، والمخبور بخمسة، والغنم بثلاثة، منها ودون، حبَّهم نُصيف وشُطرة، ربيع ورابعة إلى حد ثلاث زنِان (الزِنة) بالملح الخُليفي مِدء وشُطره.
لا بدوه ولا عدوه، الستر يدوم، غيرها لفيناك يا الشيخ فلان ونخيناك وقصدنا الله ثم قصدناك، تفزع لنا بعشرة قروش !!، هذا في بِدّ أعلامنا، وما نفيدك به وسلامتك ومن يوحي.
ثانياً (الرد) وهو: رد المضيف على سياق علم الضيف ويقول:
سالم وغانم، حياك الله وعلمك، الديره مرّيت وريت، وما عنك بشي خافي، الأسواق والأسعار مثل ما عدَّيت. العُربان بخير، وما طاري خلاف ونحمد الله.
المطر ما جانا شيء، وعند الله خير، من جهة ملفاك، فحياك الله، لحاجة ولغير حاجة، أما من حيث ما تنحى فيه والله أن الأمور متعكرة، غير على قول القايل: (مالبخيل اللي يبخل بماله.. البخيل اللي يبخل بجاهه)، وندور ما طلبت إن شاء الله بجاهنا وجهدنا، وهذا ما عندنا ونتقفى به علمك، وسلامتك ومن يوحي.